شكر الله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام

العنوان : الاستقامة

عدد الزيارات : 2200

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واستقيموا على طاعته فعلى الاستقامة مدار السعادة، ولِعِظَمِ شأنها أمر اللهُ بها عباده في مواضع من كتابه فقال تعالى {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

فقوله تعالى (فاستقم كما أمرت) بيان أن الاستقامة المطلوبة هي الاستقامة على ما شرع الله أما من تعبد لله بالبدع والمحدثات وما لم يشرعه الله ولا رسوله ﷺ فليس باستقامة.

وقوله تعالى (ولا تطغوا) دليل على أن من غلا في دين الله وجاوز الحد المشروع فليس بمستقيم وإن أراد بغلوه الخير ومزيد الأجر والثواب، ودين الله وسط فكما أن التقصير عن المشروع عوج وانحراف فكذلك الغلو والطغيان عوج وانحراف،

ثم ختم الله الآية بقوله تعالى (إنه بما تعملون بصير) ترغيباً وترهيباً فالله بصير بأعمال عباده خيرِها وشرِها فمن استقام فليبشر بالخير، ومن فرّط في جنب الله أو غلا في دين الله فليبشر بالشر إلا أن يعفو الله عنه.

 وأمر الله تعالى بالاستقامة أيضاً فقال:{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}  أي فادع للتوحيد وإفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه، واستقم على ما شرعه الله لك بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ولا تتبع الأهواء المخالفة لما شرع الله فالدين مبني على الاتباع لا على الاختراع والابتداع. فمن ابتدع شيئاً في الدين لم يشرعه الله فهو مردود عليه كما قال ﷺ (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

وأمر الله بالاستقامة أيضاً فقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} فأمر الله تعالى نبيه ﷺ أن يقول للناس بأنه بشر مثلهم فليس مَلَكاً وليس له من خصائص الله تعالى شيء، ولكن الله اختصه بالرسالة كما اصطفى لها من قبله من النبيين والمرسلين، وأما المستحق للعبادة فهو الله تعالى وحده وهذا معنى قوله تعالى (أنما إلهكم إله واحد) أي فأفردوه بالعبادة ولا تعبدوا معه علياً ولا حسيناً ولا صنماً ولا وثناً ولا ملكاً ولا جناً ولا شمساً ولا قمراً ولا طبيعة ولا غير ذلك مما زين الشيطان للناس عبادته من دون الله، ثم أمر بالاستقامة له على التوحيد وعلى كل ما أمر الله به، وأمر بالاستغفار الدال على الإقلاع عما يغضب الله تعالى، ثم توعد من أشرك في عبادته أحداً سواه فدل على ان من صرف العبادة لغير الله تعالى فهو مشرك وليس بمستقيم.

وقد بشر الله أهل الاستقامة بخير الدنيا والآخرة فبشرهم في الدنيا بالبركة في الرزق فقال تعالى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} أي لوسعنا لهم في الرزق وبسطناه لهم وباركنا لهم فيه.

وبشرهم بالعاقبة الحميدة والخاتمة الحسنة فقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}

  أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واستقيموا كما أمركم الله، واستعينوا على الاستقامة بالتفقه في الدين ومجاهدة النفس في الله تعالى، وبسؤاله جل وعلا الهداية إلى الصراط المستقيم، فقد علّمنا الله أن ندعوه قائلين (اهدنا الصراط المستقيم) وعلّمنا أن نستعيذ به من الزيغ فنقول { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} اللهم اهدنا صراطك المستقيم، وارزقنا مخالفة أصحاب الجحيم، وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم فرج هم المهمومين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *