العنوان : التنبيه على بعض أخطاء المصلين على الكراسي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
أما بعد فاتقوا الله عبادَ الله، وأقيموا الصلاةَ كما أمركم الله، فإن العبدَ قد يصلي الصلاةَ ولا يقيمها كما أمر الله فلا تَصِحَّ له صلاتُه وكان بمنزلةِ من لم يُصَلِّ. فقد رأى النبيُّ ﷺ رجلاً يصلي ولا يطمئنُ في صلاته فقال له: ارجع فصلِّ فإنك لم تُصَلِّ، ورأى حذيفةُ رَجُلًا لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلاَ سُجُودَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: «مَا صَلَّيْتَ، وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ الفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ عَلَيْهَا» رواه البخاري.
ومن الناسِ اليومَ من يقعُ في هذا الخَللِ من حيثُ لا يدري، فبعضُ الناسِ يأتي إلى المسجدِ ثم يصلي الفريضةَ جالساً على الكرسي أو على الأرضِ من أول صلاتهِ حتى آخرَها، مع أَنّهُ يستطيعُ القيامَ، ودليلُ قدرتهِ على القيامِ أنّك تراه يتحدث قائماً مع بعضِ جماعةِ المسجد قبل دخولهِ في الصلاة أو بعدَ خروجه منها وقتاً ليس بالقصير، فمن كان كذلك فليتقِ اللهَ وليعلمْ أن صلاتَهُ باطلةٌ ما دام أنهُ يصلي الفريضةَ قاعداً وهو يقدِرُ على القيام.
وبعضُ الناسِ لا يستطيعُ القيام ولكنهُ يستطيعُ السجودَ على الأرضِ على الأعضاءِ السبعة، ولكنه لا يفعل، بل يسجدُ وهو جالسٌ على كرسيه، فهذا تبطلُ صلاته بذلك ؛ لتركه رُكنا ًمع قدرتهِ عليه.
فاتقوا الله عبادَ الله وأتموا صلاتَكم قيامَها وركوعَها وسجودَها وكاملَ أركانِها وواجباتِها حتى لا تَبطُلَ صلاتُكم أو يُنتقصَ مِن أَجرِها.
بارك لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيدِ المرسلين، أقولُ هذا القولَ وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،
أما بعد:
فاتقوا الله عبادَ الله، واعلموا أنَّ أوّلَ ما يحُاسب عليه العبد صلاتُهُ فإن صَلَحتْ فقد أفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدتْ فقد خابِ وخَسِر كما قال ﷺ.
ومن أسبابِ فسادِ الصلاة تركُ شيءٍ من أركانِها من غيرِ عُذْرٍ شرعي، ومن ذلك أن بعضَ الناسِ قد يُجري عمليةً في عينهِ مثلاً فيقول له الطبيبُ لا تسجد، أو لا تسجدْ ولا تركعْ ، ولكنّه لم يمنعه من القيام ومع ذلك تراه يجلِسُ على الكُرسيِّ في صلاتهِ كلِّها، وهذا غلطٌ عظيمٌ مفسدٌ للصلاةِ، لتركهِ رُكنَ القيامِ من غيرِ عُذر.
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وتفقهوا في دينِكم، وتفقهوا في صلاتِكم فإنها أعظم الأركان بعد التوحيد.
جعلني الله وإياكم وذرياتنا من مقيمي الصلاة المحافظين عليها الخاشعين فيها إنه سميع الدعاء.
ثم صلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق إمامَنا وولي عهده بتوفيقك، وأيدهم بتأييدك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.