جديد الإعلانات :

العنوان : الحث على التبرع لغزة والإشادة بجهود المملكة تجاه القضية الفلسطينية

عدد الزيارات : 4220

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً:

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأنيبوا إليه، واستعينوا به وتوكلوا عليه، فمن اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أناب إليه تاب عليه وهداه قال تعالى “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ” وقال تعالى “قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ”

معاشر المؤمنين:

إن المؤمنين إخوة، بعضهم أولياء بعض، يتراحمون ويتناصرون، وعلى الخير يتعاونون، غنيُّهم يعطي فقيرَهم، وقويُّهم ينصرُ ضعيفَهم، كلٌّ حسْبَ طاقتهِ وقدرَ استطاعتِه.

قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” وقال تعالى “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ” وقال ﷺ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» متفق عليه.

وقال ﷺ: ” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” رواه مسلم.

إخوة الإيمان:

إنه لا يخفى عليكم ما يمرُّ به إخوانُنا في غزّة من المصاب الكبير والحادث الجلل، حيث تسلط عليهم اليهودُ الصهاينة وأعوانُهم، فسامُوهم سوءَ العذابِ قتلاً وتدميراً، وتجويعاً وتَهجيراً، فهم اليومَ بأَمسِّ الحاجةِ إلى وقوفِ المحسنينَ معهم،

وفي هذه الظروف العصيبة تأتي دعوةُ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ ووليِّ عَهدهِ الأمين، حفظهما الله إلى حَملةِ تَبرعٍ شعبيةٍ للمتضررينَ في غَزّة عبرَ منصةِ (ساهم)، تأتي بلسماً يداوي الجراح، ويخفِّفُ المصاب، فتصدّقوا عبادَ الله ولا تَبخلوا عليهِم ولا على أنفسِكم، تصدّقوا عليهم طيبةً بها نفوسُكم فإنّهم في هذه الكربات من أحقِّ الناسِ بالعَطفِ والمواساة.

ساهم يا عبدَ الله ولو بالقليلِ للتخفيفِ عنهم، فإنَّ ما تتصدقُ به ولو كان شيئاً قليلاً فسينفعُهم نفعاً كبيراً،  إنهم يفتقدون ضروريات الحياة، هم اليوم بحاجة إلى ماءٍ يشربونَهْ، وطعامٍ يَأكلونَه، ومأوى يَسكنونَه، وثوبٍ يَلبسونَه، ودواءٍ يَتناولونَه، فواسُوْهم، وجودُوا عليهم، وتذكّروا أنَّ الصدقةَ تجارةٌ رابحةٌ مع اللهِ تعالى رِبحها عاجلٌ وآجِل، قال تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”

وقال ﷺ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» رواه مسلم، أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وسارعوا إلى جنة عرضها السموات والأرض بالخوف من الحق، والإحسان إلى الخلق قال تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”

عباد الله:

إخوة الإيمان: إنَّ دعوة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى هذه الحملة المباركة تأتي امتداداً لتاريخ عَريقٍ مُضيء من جُهودِ المملكة العربية السعوديةِ في نُصرةِ القضيةِ الفلسطينية. تاريخٌ بدأ من عهدِ المؤسسِ الملك عبد العزيزِ رحمه الله إلى يومِنا هذا، فإنها لم تَأْلُ جُهداً، ولم تَدَّخِرْ وُسْعاً، ولم تَتأخرْ يوماً، بل لم تزلْ ولا تزالُ مبادرةً برجالِها ومالِها، وثِقَلِها السياسي، ومكانَتِها الدوليةِ والإقليمية، سبّاقةً بالبذلِ والعطاء، والتأييدِ والنصرة، وإصلاحِ ذاتِ بينِهِم، ولَـمِّ شَملِهم، لا يَثنيها عن دَعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ ترغيبٌ ولا ترهيب، ولا تخذيلٌ ولا جُحود، لأَنّها تراهُ واجباً عليها يفرضه الدينُ والخُلقُ والقِيَم.

ومما تمتاز به جهودها -أَيّدَها الله- أنها جهودٌ عَمليةٌ نافعةٌ مثمرة، بعيدةٌ عن الشعاراتِ الجوفاء التي ليس وراءَها سوى إلهابِ المشاعرِ وخداعِ السُّذَّجِ من الناس، فلا تخدَعَنَّكُمُ الأكاذيبُ الإعلامية التي تحاولُ جاهدةً طَمسَ جهودِ دولتِنا، ومواقفِ قادَتِنا، ومناصرةِ وطنِنا، لفلسطينَ وأهلِها عبرَ العُقودِ والسنين.

اللهم فرّج همَّ المهمومين، واكشفْ كربَ المكروبين، اللهم أنج المستضعفينَ في فلسطين، وأَعذِهم من شرِّ عدوِّكَ وعَدوِّهم يا ربَّ العالمين، اللهم ارحمْ ضعفَهم، واجبرْ كسرَهم، وآمِنْ روعاتِهم، واسترْ عوراتِهم، اللهم أطعِمهمْ من جوعٍ وآمنهمْ من خوف، اللهم عليك بمن بَغى عليهم من اليهود الظالمين الغاشمين، ومَن أعانهم على بغيِهم فإنهم لا يعجزونكَ يا ربَّ العالمين.

اللهم آمنِّا في أوطانِنا وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورِنا، اللهم وفِّقْ إمامَنا وولي عهدِه بتوفيقِك وأيّدْهمْ بتأييدِك واجزهم عن نُصرةِ إخوانهم في غزَّة خير الجزاء يا سميع الدعاء، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *