جديد الإعلانات :

العنوان : كيف ننصر المستضعفين من المسلمين؟

عدد الزيارات : 3630

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعتصموا بحبل الله، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) وَاعْتَصِمُوا ‌بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شَذَّ شذَّ في النار.

معاشر المؤمنين:

فإن النبي ﷺ أمر المؤمنين أن يكونوا في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وذلك أن رابطة الإيمان من أقوى الروابط وأوثقها وأشدها، قال تعالى إنما المؤمنون إخوة” وقال ﷺ “وكونوا عباد الله إخواناً”

ومن آثار هذه الأخوة المواساة عند نزول المصائب بهم، والتناصر عند حلول الظلم عليهم، ومد يد العون لهم بالمال والغذاء والدواء عند نزول الكوارث. وإذا لم يكن بين أهل الإيمان تعاون وتناصر وتراحم وتعاطف فما معنى الأخوة التي بينهم إذن.

عباد الله:

يمر كثير من المسلمين اليوم بمحن عظيمة من حروب لا تزال تستعر نيرانها، ومن زلازل وفيضانات لا يزال من أصيبوا بها يعانون من آثارها، فليسأل المسلم نفسه كيف أستطيع أن أحقق الأخوة الدينية ومقتضاها في هذه الأحوال؟

والجواب:

أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها وطاقتها قال تعالى “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”، فمن الوُسْعِ الذي نقدر عليه جميعاً الدعاء للمنكوبين والمكروبين أن يرفع الله عنهم البأس والضر، وأن يهيئ لهم من أمرهم رَشَداً، وأن يجعل لهم فرجاً ومخرجاً، وأن يجعل لهم بعد العُسر يسراً، وقد أمر الله بالدعاء ووعد بالاستجابة.

ومن الوُسْعِ الذي نقدر عليه أن نتبرع لهم بالمال إذا دعانا وليُّ الأمرِ إلى التبرع لهم عبر القنوات التي يوجه بالتبرع من خلالها فقط، لأننا مأمورون بالسمع والطاعة لولي الأمر، والدولة وفقها الله تنظم التبرعات وترعاها بما ترى فيه المصلحة للقضية وأهلها، وقد جرت عادة كثير من لصوص أموال التبرعات بانتهاز فرص الكوارث والمصائب فيفتحون الحسابات ويدعون الناس إلى التبرع من خلالها فالحذر الحذر من الانخداع بهم.

وأما الدعوة إلى الجهاد والمشاركة العسكرية فهذه لا يملكها إلا ولي الأمر، فأمر الجهاد من صلاحياته فقط كما نص عليه العلماء، ومن دعا الشباب وغيرهم للانطلاق للقتال دون إذن ولي الأمر فهو داعية فوضى وفتنة لا يريد بالشباب ولا بالمسلمين خيراً.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تلطف بالمستضعفين في فلسطين وأن تجعل لهم فرجاً ومخرجاً، اللهم آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، واربط على قلوبهم واكفهم شر عدوهم من أنفسهم ومن غيرهم، إنك أنت القوي العزيز. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليما.

 أما بعد:

فاتقوا الله تعالى والزموا السبيل القويم والصراط المستقيم وتجنبوا السبل الـمُعْوَجَّة، والمناهجَ الـمُضِلَّة قال تعالى ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا ‌السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

ومن السبيل القويم ردُّ قضايا الأمة المتعلقة بالأمن والخوف إلى ولاة الأمر وعدمُ الخوضِ فيها، قال تعالى ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ ‌رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾. وذلك أن ولاة الأمرِ وأهلَ الحَلِّ والعَقْد أدرى بالمصلحة العامّة من أفرادِ الرعية، وأدرى بما يمكن عمله وما لا يمكن، بعيداً عن العاطفة والحماسة التي قد ينطلق منها الأفراد الذين لا يُقدّرون الأمور قدرها، ولا يعرفون عن الأمور ما وراءَها.

ومن الآثار السيئة لعدم رد الأمور إلى ولاة الأمور أن بعض الناس مثلاً يوجب على ولي الأمر أن يتدخل عسكرياً في القضية الفلانية فإذا لم يفعل حَكمَ بكفره وردته بدعوى تخاذلهِ عن نصرة القضية، ووقوفه إلى جانبِ أعداء الأمة الإسلامية، وهذه عادةُ خوارجِ العصر، فما فتئوا يستغلون الأحداث للتكفير والتهييج، وإثارة الشعوب على ولاة الأمور، بلا علم ولا هدى. فاحذروهم كفانا الله وإياكم شرورهم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *