جديد الإعلانات :

العنوان : التحذير من دعاء غير الله

عدد الزيارات : 2040

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد:

فاتقوا الله تعالى واعبدوه وحدَه ولا تشركوا به شيئاً، فإنَّ الشركَ أعظمُ الذنوب وأكبرُها، وما ظنُّكَ بذنبٍ غيرِ قابلٍ للمغفرةِ يومَ القيامة، قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) ، وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)

وما ظنُّكَ بذنب يوجبُ الخلودَ لصاحبهِ في النار، ويُحرِّمُ عليه دخولَ الجنّة قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)، وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) وقال تعالى (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) أي ومن يعص اللهَ بالكفرِ أو بالشركِ كما دلَّ القرآنُ والسُنَّةُ وإجماعُ أَهلِ السُّنَّةِ على ذلك.

إخوة الإيمان:

إن الجهلَ بالتوحيدِ والشركِ هو الذي روّجَ الشركَ والكفرَ قديماً وحديثاً، فوقعَ فيهِ كثيرٌ من الناس.

لقد راجتْ عبادةُ القبورِ والأضرحةِ بدعائِها، وطلبِ الحاجات منها، والسجودِ على أعتابها، وتقريبِ الصدقاتِ والنذورِ لها، بدعوى أنَّ أصحابَ هذه الأضرحةِ يقرِّبونهم إلى الله تعالى، ويشفعونَ لهم عندَه، وهي دعوى باطلة، احتجَّ بها المشركون الأولون فلمْ يقبلها اللهُ منهم، بل كفّرهم بذلك وتوعدهم عليه، قال تعالى (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وقال تعالى (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى -أي قائلين ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى-  إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)

فأَخلِصوا الدعاءَ لله جل وعلا في كل أحوالكم في اليسر والرخاء، والشِدَّّةِ والضرّاء، فالمخلصونَ لله في الدعاء، وفي العباداتِ كلها، هم الذين حقّاً -وحّدوا الله-، وامتثلوا أمره، وصدَّقوا وعدَه : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وأخلصوا الدعاء له ولا تكونوا كالمشركين الأوائل الذين يشركون بالله في الرخاء ويخلصون له في الضرّاء، ولا تكونوا كالمعاصرين الذين يدعون غيرَ اللهِ حتى في الضراء، فتراهم في أحلكِ الظروفِ وأقساها، وأشدِّ البلايا وأدهاها، يستغيثون بالأمواتِ والغائبين، كما يُستغاثُ بربِّ العالمين، فلا تسمعُهم إلا قائلين “المددَ يا نبيَّ الله” “المددَ يا وليَّ الله” “المددَ يا فلان”.

أيها المسلمون: هذا كتابُ الله بين أيديكم مملوءٌ بالثناء على الملائكة المقربين، والنبيينَ والصدّيقين، والشهداءِ والصالحين، فانظروا هل فيه آيةٌ واحدةٌ تأمرُ بدعائهم، أو الاستغاثةِ بهم، أو تُرغِّبُ فيه، أو تبيحُه؟ لا والله!. بل لا تجدونه إلا مملوءاً بالأمرِ بعبادةِ الله وحدَه، ودعائهِ وحدَه، والنهيِ عن الإشراكِ به، وعن دعاءِ غيره أيّاً كان ذلك المعبود.

وهذا محمدٌ ﷺ خاتمُ النبيين، وسيدُ ولدِ آدم أجمعين، أَمرَه الله أن يقول: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

ِإِذَنْ فغيرُ محمدٍ ﷺ من الخلق أولى أن لا يملكَ لنفسهِ ولا لغيرِه نَفعاً ولا ضَرّاً.

ثبتني اللهُ وإياكم على التوحيد، وهدى مَن ضَلَّ إلى النهجِ السديد، إنه سميع مجيب.

 معاشر المؤمنين:

صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن الصحابة أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنّا معهم بمنّك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *