جديد الإعلانات :

العنوان : الحث على الاجتهاد في العشر، وبعض ما يشرع في ختام الشهر.

عدد الزيارات : 1851

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله ف لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى حق تقواه، واشكروه على ما أنعم به وأولاه، فقد بلّغكم رمضانَ، شهرَ الصيامِ والقيام، ثم بلّغكم العشرَ الأواخرَ منه، وهي خيرُ ليالي العام، وفيها ليلةُ القدرِ التي هيَ خيرٌ من ألفِ شهر. فاشكروا الله تعالى على هذه النعمةِ الجليلة، والمنّةِ الكبيرة، بالاجتهادِ فيها بأنواعِ الطاعات، واجتنابِ الكبائرِ والسيئات، والتأسي بخاتمِ الأنبياءِ وأشرفِ البريّات، عليه من ربه أتمُّ السلامِ وأفضلُ الصلوات.

عباد الله:

كان النبي ﷺ يجتهدُ في العشر الأواخرِ ما لا يجتهدُ في غيرها، فكان يُحيى الليلَ قياماً وقرآناً وذكراً ودعاءً، وكان يشد مئزره أي كان يجتنب فيها إتيان زوجاته إقبالاً على الطاعة، وكان يعتكفُ فيها في المسجدِ ليتفرغَ لعبادةِ ربه بالصلاةِ والذكرِ والدعاءِ وقراءةِ القرآن، وكان يوقظُ أهلَهُ ليأخذوا بنصيبِهم في هذه العشرِ المباركات من طاعة الله جل وعلا.

ومن حِكَمِ الاجتهاد في العشرِ الأواخر طلبُ ليلةِ القدر التي قال الله فيها ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى ‌مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥) ﴾  وقال فيها نبيُّهُ ﷺ : “مَنْ ‌قَامَ ‌لَيْلَةَ ‌الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” متفق عليه.

وكلُّ ليلةٍ من ليالي العشرِ الأواخر يَحتمِلُ أن تكونَ هي ليلةَ القدر، ولو شاء اللهُ لنصَّ على موعدِها بعينه ولكنّه أخفاها ليجتهد المؤمنون في العشرِ كلِّها، فيكونَ اجتهادُهم فيها سبباً لكثرةِ أجورِهم، ورفعةِ درجاتِهم، وتكفيرِ سيئاتِهم.

عباد الله: تأمّلوا هذه التجارة الرابحة! عبادةُ ليلةٍ واحدةٍ تزيد على فضلِ عبادةِ ألفِ شهر، أي أنَّ عبادةَ سويعاتٍ قليلةٍ أفضلُ من عبادةِ ثلاثةٍ وثمانينَ عاماً ليس فيها ليلةُ القدر. فيا لَهُ من عملٍ قليل، وأجرٍ كثير.

اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً بمنِّكَ وفضلِك، ولا تحرمنا أجرها بذنوبنا وتفريطنا في جَنْبِك، إنك أنتَ العفوُّ الغفور. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته. إخوة الإيمان: إنّ اللهَ تعالى شرع لنا في ختام هذا الشهر الكريم عباداتٍ جليلة؛ منها: زكاةُ الفطر. وهي طعامٌ يخرجه المسلمُ عن نفسه وعَمّنْ ينفقُ عليهم، شرَعَها اللهُ طُهْرةً للصائم، وشُكراً لله تعالى على إتمامِ الصيام، ومواساةً للفقراء والمساكين. تُخرَجُ يومَ العيدِ قبلَ الصلاةِ، ويجوزُ تقديمُها قبلَ العيدِ بيومٍ أو يومين.

ومما شُرع لنا في ختامِ الشهرِ التكبيرُ إذا رؤي هلالُ شوالٍ، أو أُكمِلتْ عِدّةُ رمضانَ ثلاثين يوماً، قال تعالى {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وكان الصحابةُ يجهرون به في الطرقات والأسواق، ولنا فيهم أسوةٌ حسنة.

ومن أدرك العيد فليحرصْ على شهودِ صلاةِ العيدِ مع المسلمين، ولا يتخلّفْ عنها من غيرِ عُذر؛ فهي صلاةٌ عظيمة كان النبيُّ ﷺ يأمرُ أُمَّته بالخروجِ لها حتى النساء.

ومِن سُننِ يومِ عيدِ الفطرِ أن يأكلَ تمراتٍ وِتراً قبلَ خروجِهِ إلى الصلاة، وأن يذهبَ للمُصلّى من طريق، ويعودَ من غيره، لثبوتِ ذلكَ عن النبيِّ صلوات الله وسلامه عليه.

اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وعفوك وغفرانك، والفوز بجناتك، والعتق من نيرانك، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم آمنّا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

4 comments

  1. بارك الله فيك شيخنا الفاضل ???

  2. حفظكم الله شيخنا وبارك في علمكم وعملكم

  3. حفظكم الله شيخنا وبارك في علمكم وعملكم

  4. عبدالله ابو ناصر

    جزاكم الله خير شيخنا يحي استفيد منك الكثير وكذلك المسلمين جعل الله ذلك في موازين حسناتكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *