جديد الإعلانات :

العنوان : 2- فضل الدعوة إلى الله تعالى

عدد الزيارات : 3169

عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي يوم خيبر وأعطاه الراية: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)

رواه البخاري ومسلم

التعريف بالراوي:

سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس له ولأبيه صحبة مشهور مات سنة ثمان وثمانين وقيل بعدها وقد جاز المائة

معاني المفردات :

يوم خيبر: خيبر مدينة شمال المدينة كان يسكنها اليهود لهم فيها حصون منيعة غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم أول السنة السابعة من الهجرة.

الراية: العلم

انفذ: امضِ

رسلك: الرسل التؤدة والتأني أي امض على تؤدة وتأن.

ساحتهم: الساحة عرصة الدار وهي الفناء الواسع بين البيوت لا بناء فيه.

حمر النعم: النَّعَم الإِبل وحمرها كرامها وأعلاها منزلة وهو مثل في كلّ نفيس.

التعليق: 

1- فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة معينة أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وأهل السنة يتولون علياً رضي الله عنه وآل البيت من آمن منهم وعمل صالحاً، كما يتولون جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه دون غلو في أحد منهم.

2- فيه علمان من أعلام النبوة:

الأول: جيء بعلي في ذلك اليوم وهو يشتكي رمداً في عينيه فبصق في عينيه فبرأ بإذن الله من لحظته تلك.

الثاني: أخبر بأن الله يفتح على يديه ففتح الله على يديه والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولكن الله يطلعه على شيء من الغيب فيقع ما يخبر به كما أخبر صلوات الله وسلامه عليه.

3- أن الجهاد شرع في الإسلام لنشر الدين الإسلامي والدعوة إليه ولذا تشرع الدعوة إلى الإسلام قبل بدء القتال فإن أسلموا فتلك الغاية المنشودة ، وإن أبوا أخذت منهم الجزية فإن أبوا استعان المسلمون ربهم وقاتلوهم ، وإن كانت الدعوة إلى الإسلام قد بلغتهم فلا تلزم دعوتهم بل تباح الإغارة عليهم وهم غارون غافلون كما أغار النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق ففاجأهم.

4- في الحديث فضل الدعوة إلى الله تعالى ببيان أن هداية رجل واحد أو امرأة واحدة على يديك خير لك من خير أموال الدنيا وكنوزها المعبر عنه في الحديث بحمر النعم. لأن نعيم الدنيا ينفد وما عند الله باق لا يفنى ولا ينفد.

5- الهداية نوعان مثبتة للمخلوق ومنفية عنه:

فالمثبتة له هداية الإرشاد والدلالة والبيان وهي المذكورة في قوله تعالى (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) أي تدل عليه وترشد إليه وهكذا أتباع الرسول وورثته من أهل العلم فإنهم يرشدون ويبينون للناس أحكام دينهم وما يقربهم إلى ربهم.

الثانية : هداية التوفيق والإلهام وهذه لا يملكها إلا الله تعالى ولا يملكها أحد من الخلق وهي المنفية في قوله سبحانه (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).

6- فضائل الدعوة إلى الله كثيرة جداً وقد جاء التنبيه على فضائلها في الكتاب والسنة ومنها

1- أنها هي العلامة الحقيقية لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) قال ابن القيم: أي أنا وأتباعي على بصيرة وقيل : ومن اتبعني عطف على المرفوع بأدعو أي أنا أدعو إلى الله على بصيرة ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله على بصيرة.

 وعلى القولين فالآية تدل أن أتباعه هم أهل البصائر الداعين إلى الله على بصيرة فمن ليس منهم فليس من أتباعه على الحقيقة والموافقة وإن كان من أتباعه على الانتساب والدعوى )  اهـ

2- أن الله تعالى مدح الدعاة إليه العاملين بما يدعون الناس إليه من الخير بأنه لا قول أحسن من قولهم قال تعالى (ومن أحسن قولا من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)

قال ابن كثير في تفسيره : يقول تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } أي: دعا عباد الله إليه، { وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } أي: وهو في نفسه مهتد بما يقوله، فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومُتَعَدٍ، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه، وينهون عن المنكر ويأتونه، بل يأتمر بالخير ويترك الشر، ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى . وهذه عامة في كل من دعا إلى خير، وهو في نفسه مهتد .

ثم قال : قال عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن البصري: أنه تلا هذه الآية: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فقال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خِيَرَة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحا في إجابته، وقال إنني من المسلمين، هذا خليفة الله .

3- ومن فضائل الدعوة إلى الله أن أصحابها هم الفائزون الرابحون يوم يخسر الناس السعداء يوم يشقى الناس قال تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).

فالرابحون هم الذين آمنوا بالله رباً ومعبوداً وعملوا الصالحات وهي الأعمال التي شرعها الله مخلصين فيها لله متبعين فيها هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سعوا في تكميل غيرهم وإصلاحهم فدعوا إلى الحق وهو كل ما شرعه الله ودعوا إلى الصبر على الحق وذلك بالصبر على فعل الطاعات واصبر على اجتناب السيئات والصبر عند نزول المصيبات.

ومن عدا هؤلاء فهم الخاسرون خسارة كاملة أو دون ذلك فالكافر خاسر الخسارة الكبرى والموحد العاصي خاسر خسارة دونها حيث يمسه العذاب على قدر معصيته إن لم يتجاوز الله عنه خلافاً للخوارج والمعتزلة والمرجئة.

4- أن ثواب الدعوة إلى الله إذا حصل به النفع مستمر ما شاء الله ولا ينقطع بالموت كما في حديث أبي هريرة (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم . فالعلم الذي ينشره الداعي إلى الله تعليماً أو تأليفاً يبقى أجره لصاحبه ما بقي أحد ينتفع به إلى قيام الساعة .

5- ومن فضائل الدعاة إلى الله تعالى أن الله يسخر كل شيء في السماء والأرض يستغفر لهم حتى الحيتان في البحر مثوبة لهم على ما نشروا من العلم الذي هو ميراث النبوة وبه صلاح العالم قال صلى الله عليه وسلم (وإن العالم ليستغفر له من في السموات والأرض والحيتان في جوف الماء)

6- ومن فضائل الداعي إلى الله أن الله يكتب له من الأجر مثل أجر من اتبعه على الخير دون أن ينقص من أجر العامل شيء يقول صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً) . وقال صلى الله عليه وسلم (من دل على خير كان له مثل أجر فاعله).

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *