جديد الإعلانات :

العنوان : التحذير من بدعة المولد خطبة مكتوبة 1444هـ

عدد الزيارات : 2511

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا اللهَ عبادَ الله، واعتصموا بكتابَ الله، وبِسُنَّةِ رسولِ الله ﷺ وبما كان عليه الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم، فكتابُ الله هو الهدى والنورُ المبين، وهو حبلُ اللهِ المتين، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}، وإنَّ سُنَّةَ رسولِ اللهِ ﷺ هي التِّبْيَانُ المُوَضِّحُ لكتابِ الله، قال تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } وقال تعالى { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}

وإنَّ الصحابةَ رضوانُ اللهِ عليهم هم أَعلمُ الأُمّةِ بكتابِ الله، وبسنةِ رسولهِ ﷺ ، شَهِدُ اللهُ لهم بالإيمان، وشَهِدَ لهم بالهداية، وأَمَر باتّباعِهم واقتفاءِ آثارِهم، وأوصى النبيُّ ﷺ بالسيرِ على طريقَتِهم. لأَنّهم أعلمُ الناسِ بالكتابِ والسُّنَّة، وأَصحُّ الناسِ فَهْمَاً لِمُرادِ اللهِ ومُرادِ رسولهِ ﷺ وأَقومُ الناسِ بالعملِ بهِما على الوجهِ الأكملِ الأَتَمّ. قال الله تعالى لأصحابِ نبيهِ ﷺ {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وقال تعالى لهم { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} وقال تعالى لهم {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا}. وقال ﷺ “عليكم بِسُنَّتِي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدين” وقال عن الفِرقةِ النَّاجية ِمن النارِ “مَا أنا عليهِ وأصحابي” رواه الترمذي.

فَمَنْ تمسّكَ بالكتابِ والسُّنة، وسارَ على منهاجِ سلفِ الأُمَّة، وُفِّقَ إلى السُّنَّة، وعُصِمَ مِن البِدْعَة، ومن تَعَبَّدَ للهِ تعالى بعبادةٍ لم يَشْرَعْها اللهُ تعالى، ولم يَشْرَعْها رسولُهُ ﷺ ولم يَفْعَلْها الصحابةُ رضي الله عنهم فقد ابتدعَ في الدين، وأحدثَ فيهِ ما ليسَ منه، ومَن وَقَعَ في البِدعةِ فقد وَقَعَ في شَرِّ الأمور، وضلَّ الضَّلالَ المبين، وتعرَّضَ للوعيدِ الشديد، مِن غَضَبِ الجَبَّار، والاحتراقِ يومَ القيامةِ في النار، لِقولِهِ ﷺ “وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ”. أعاذني الله وإياكم من البِدَع، ورَزَقَنا التمسكَ بالسُنَن، أقولُ هذا القول وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّهُ هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِه وسلَّمَ تسليمًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أَنّ مِن البدعِ المحدثةِ في الدِّينِ بدعةَ الاحتفالِ بمولدِ النبيِّ ﷺ، وسببُ كونهِ بدعةً أَنّ الله تعالى لم يَشْرَعْهُ في كتابِه، ولم يأمرْ بهِ النبيُّ ﷺ في سُنّتِه، ولم يفْعَلْهُ أَحدٌ من الصحابةِ حتى انقرضَ عصرُهم، وإنّما أُحْدِثَ بَعدَهُمْ بِزَمانٍ طويل.

فاحذروا بدعةَ المولد، وحَذِّروا منها، واعلموا أَنّها ليستْ تعبيراً صحيحاً ولا مشروعاً عن حُبِّ المسلمينَ لنبيِّهم ﷺ، فالحبُّ الحقيقيُّ لسيِّدِ الثَّقَلَينِ، وإمامِ المرسلينَ، ورحمةِ اللهِ لِلعالَـمِين، هوَ في اتّباعِه، وطاعتِه، وموافقةِ أمرِه،كما قالَ اللهُ تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. فَهَلْ يَليقُ بالمسلم أن يُعبِّرَ عن حُبِّهِ لنبيِّه ﷺ بمعصيتهِ ومخالفةِ أَمرِه.

عبادَ الله:

لا تستدلوا على البِدَعِ بكثرةِ مَنْ يعملُ بها، فالكثرةُ ليستْ دليلاً على الحق، قال تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}

ولا تتجرؤوا على البدع لأنه يفتي بها بعضُ مَن ينتسبُ إلى العِلْمِ، فالحُجَّةُ في كلامِ اللهِ ورسولهِ ﷺ، وما كان عليه السلَفُ الصالح، أَمّا العالِـمُ والمفتي والداعيةُ فكلُّ واحدٍ مِنهم مُعَرَّضٌ للجَهْلِ والخَطَأِ والزَّلَل.

ولا تعتذروا لِأَهْلِ البدع بِحُسْنِ نواياهُمْ، فَحُسْنُ النِّيةِ وحدَهُ لا يكفي ليكونَ العملُ صحيحاً مقبولاً، بل شرطُ صحةِ العبادةِ أن تكونَ نيةُ العابدِ حَسَنَة، أي خالصةً لله، وأن يكونَ العملُ موافقاً للشرع، قال ﷺ “مَن عمِلَ عَمَلاً ليس عليهِ أمرُنا فهو رَدٌّ” أي مردودٌ ولو كانت النية خالصةً لله، اللهم ارزقنا الإخلاصَ لك، والاتّباعَ لِـنَبِيِّك ﷺ في كلِّ ما نتقربُ به إليك. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما يرضيك، اللهم استعملهم في طاعتِك، ونُصرةِ دينِك، وارزقُهم البطانَةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرةِ حسنة، وقِنَا عذابَ النار، اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِك محمد، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *