جديد الإعلانات :

العنوان : الاستعداد لرمضان بصالح الأعمال في شعبان خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 3449

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وتقربوا إليه بالأعمال الصالحات، وتداركوا الأعمار قبل الفوات، فالسعيد من اغتنم فراغه قبل شغله، وصحته قبل سقمه، وحياته قبل موته، فآمن بالله وعمل صالحاً ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ‌وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

عباد الله:

إننا بين يدي شهر كريم هو شهر رمضان بلغني الله وإياكم صيامه وقيامه، فاستعدوا له خير استعداد، وتأسوا بنبيكم ﷺ وبسلفكم الصالح، فقد كان النبي ﷺ يكثر من الصوم في شعبان، ومن حكم إكثاره من الصوم فيه أن يكون عوناً له على صيام رمضان، فإن النفس إذا ألفت العبادة التي فيها نوع مشقة تمرنت عليها، وسهل عليها تحملها بل وجدت لها لذة وحلاوة. بخلاف من يدخل عليه رمضان وعهده بالصوم بعيد فإنه قد يجد فيه ثقلاً ومشقة حتى ترى بعضهم ضائق الصدر سريع الغضب، يتململ أيام الصوم، ويكابدها مكابدة شديدة، بخلاف من اعتاد الصوم وألفه.

وكان سلفكم الصالح يكثرون في شعبان من تلاوة القرآن الكريم، ذكر ابن رجب في لطائفه أن سلمة بن كهيل قال: كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القُرّاء“، وكان عمرو بن قيس الـمُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن انتهى كلامه.

عباد الله:

اغتنموا هذه الأيام بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم فما قيل في حِكمة الإكثار من الصوم في شعبان يقال مثله في الإكثار من تلاوة القرآن فيه، فإن المسلم إذا أكثر من التلاوة في شعبان كان عوناً له على الإكثار من التلاوة في رمضان شهر القرآن، ومن عوائد القرآن أنه يسهل على من أكثر تلاوته قال ابن حجر: “الَّذِي يُدَاوِمُ عَلَى ذَلِكَ ‌_ أي على تلاوته نظراً أو غيباً_ يَذِلُّ ‌لَهُ ‌لِسَانُهُ وَيَسْهُلُ عَلَيْهِ قِرَاءَتُهُ فَإِذَا هَجَرَهُ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ وَشَقَّتْ عَلَيْهِ» اهـ

فما أحسن التأهب لتلقي رمضان بالإكثار من الصيام والإكثار من تلاوة القرآن، والإكثار من الصدقة، قال ابن رجب: روينا بإسناد ضعيف عن أنس قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرؤها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه، وخافوا مقام ربكم ولا تعصوه، وتوبوا إليه واستغفروه، وأكثروا من ذكره واشكروه، فمن استغفر الله غفر له، ومن تاب تابَ الله عليه، ومن ذكر الله ذكره، ومن شكر الله زاده، ﴿وَمَنْ ‌يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ 

معاشر المؤمنين:

صلوا وسلموا على المبعوث رحمةً للعالمين،  فقد أمركم بذلك ربكم، فقال:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين.وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين.

اللهم آمِنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك، وأيدهم بتأييدك، وأصلح لهم البطانة يا رب العالمين.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *