جديد الإعلانات :

العنوان : الحث على صوم الست وصوم النافلة والتحذير من الألبسة العارية للنساء خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 2529

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

أما بعد:

فإنّ اللهَ تعالى فرضَ على عباده فرائضَ هي أحبُّ ما تقرب به العبدُ إليه، وشرعَ لهم نوافلَ الطاعاتِ لتكثُرَ حسناتُهم، وتُرفعَ درجاتُهم ويُجبرَ بها النقصُ الذي يكون في واجباتِهم.

فمن أدّى الواجباتِ واستكثرَ من نوافلِ الطاعاتِ كان من أولياء الله حقاً وصدقا، قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ” رواه البخاري. وإننا وقد منَّ الله علينا بأداءِ الصيام الذي افترضه علينا، لحريٌّ بنا أن نحرص على صيامِ النوافلِ حسْبَ الاستطاعة، ففي هذا الشهرِ يُشرع للمسلمِ أن يصومَ ستةَ أيامٍ منه لقولهِ ﷺ «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم. ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة.

ويُشْرَعُ للمسلمِ أن يتنفّلَ بنوافلِ الصومِ المشروعة كلَّ أسبوع، أعني صيامَ الاثنينِ والخميسِ، لأَنّهما يومانِ تُرفعُ فيهما الأعمالُ إلى اللهِ، ومِن صالحِ المسلمِ أنْ يُرفعَ عملُهُ وهو صائم.

ويُشْرَعُ للمسلمِ كذلك أن يتنفلَّ بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كُلِّ شهرٍ، سواءٌ كانت الأيامَ البيضَ أم غيرَها، لأن صيامَ ثلاثةِ أيامٍ تَعْدِلُ صيامَ الشهرِ كلِّه، ومَن واظبَ على صيامِها فكأنّما صامَ العامَ كُلَّه.

ويُشْرَعُ للمسلم أيضاً أن يتنفلَّ في كُلِّ عامٍ بصيامِ يومِ عرفةِ ويومِ عاشوراءِ.

عبادَ اللهِ:

مَن رغبَ أن يُقدّمَ لنفسه خيراً عظيماً وعَملاً صالحاً جليلاً فلا يقنعْ من الصومِ بصومِ رمضان فقط _وهو بِلا شكٍّ خيرٌ كثير_ بل يحرصُ على الاستكثارِ من صيامِ النافلة، قال أبو أمامة رضي الله عنه أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ» رواه النسائي.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد:

فاتقوا اللهَ عبادَ الله، واستقميوا كما أُمِرْتم تفوزوا بما وُعِدْتُم قال تعالى: ” {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}

عباد الله:

إن النبيَّ ﷺ حذّرَ النساءَ من اللباسِ العاريْ الذي يكشفُ ما أمرَ اللهُ بسَتْرِه فقال ﷺ «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه مسلم، وقد صرنا نرى اليومَ تفريطاً كبيراً، وتساهلاً عظيماً، فعلى النساءِ أن يتقينَ اللهَ، ويَلْتَزِمْنَ بما شرعَ اللهُ، فهو خيرٌ لهنَّ في إيمانِهنَّ، وأخلاقِهنَّ، ودنياهُنَّ، وآخرتِهنَّ، وعلى الأزواجِ والآباءِ والإخوانِ أن يقوموا بواجبهم في الرعايةِ والتربيةِ. فإنّ النساء مسؤُوْلاتٌ عن أنفسهنَّ أمامَ الله، وإنَّ الرجالَ مسؤولونَ عن أنفسِهمْ وعن نسائِهمْ وأهليهمْ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. نسألُ الله أن يعيذنا وإياكم وأهلينا من مضلّاتِ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ.

اللهم تقبل صيامَنا وقيامَنا، واعتق رقابَنا ورقابَ والدِينا من النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، اللهم وفق إمامنا ووليَّ عهدِه بتوفيقك، اللهم انصر بهم دينَك، وأَعلِ بهم كلمتَك، وارزقهم البطانَةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين. اللهم انصر جنودَنا وثبت أقدامَهم، وسدّد رميَهم، وشُدَّ أزرَهم، وعجّل نصرَهم؛ إنك أنت القوي العزيز. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *