العنوان : خطر المخدرات وأهمية تعاون الجميع على القضاء عليها خطبة مكتوبة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن المخدرات من أكبر المشاكل والمخاطر التي تهدد الأمة في فلذات أكبادها، وعماد نهضتها، ورجال ونساء مستقبلها، لأن المخدرات تسلب عقل متعاطيها وتسحق إرادته وتهدم جسده وتدمر صحته وتجعل منه بلاء ووبالاً على نفسه وأسرته ووطنه، لا يصلح لأمر دين ولا دنيا. وماذا يرتجى من مسلوب العقل والإرادة نسأل الله السلامة والعافية.
عباد الله: إن وطننا مستهدف من أعدائه استهدافاً كبيراً، يحاربونه في شبابه وأبنائه وبناته للقضاء عليهم وعليه من طرق شتى وفي مقدمتها (المخدرات). ولذلك ترون ضخامة الكميات التي يُعلن عن القبض عليها بين حين وآخر من قبل أسود الجمارك وسلاح الحدود والجهات الأمنية وفقهم الله وحماهم وحفظهم. وإن مواجهة هذا الخطر الداهم ليست مسؤولية الجهات الأمنية فقط ولكنها مسؤولية الجميع، فلنتعاون جميعاً على محاربتها ومحاصرتها والتضييق عليها من خلال الأمور التالية:
أولاً: الإكثار من التذكير والتواصي بحرمتها، فقد حرم الله ورسوله الخمر وأجمعت الأمة على حرمتها، ولا شك أن الحشيش والمخدرات أعظم ضرراً وأشد خطراً و أسوء أثراً من الخمور فهي أولى بالتحريم.
ثانياً: بتربية أبنائنا وبناتنا وأسرنا على اجتنابها والحذر منها واجتناب مصاحبة من يُعرف بتعاطيها أو يشتبه بتعاطيه لها.
ثالثاً: بتقوى الله تعالى واجتناب العمل فيها ببيع أو شراء أو ترويج مهما كانت الأرباح مغرية والعوائد مجزية فلا بارك الله في مال حرام تدمر به أبناء المسلمين والمسلمات.
رابعاً: بالتبليغ عن المروجين والمهربين والمتعاملين فيها ولو كانوا من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران، فلا تجاملوا ولا تداهنوا ولا تتساهلوا في هذا الامر فإن من تتستر عليه او تسكت عنه اليوم قد يصل اليك أو إلى أحد من أهلك غداً فيوقعه في شباك المخدرات وحبالها. وإذا كنت لا ترضى هذا لنفسك ولا لأهلك فكيف ترضاه لغيرك بسكوتك عن المروج والمهرب وأنت تراه يسرح ويمرح ينشر هذا السم القاتل بين أبناء المسلمين.
خامساً: من كان موظفاً في جهة تعنى بمحاربة المخدرات فعليه أن يؤدي الأمانة وأن يقوم بها خير قيام، فالله حسيبه وهو مطلع عليه، وعليه أن يجاهد نفسه حتى لا تضعف أمام ترغيب أو ترهيب في سبيل إدخالها إلى الوطن، وليجعل نصب عينيه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} وقوله تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
سادساً: إذا ابليت الأسرة بتعاطي أحد أبنائها أو إدمانه فلتبذل جهدها في احتوائه وعلاجه لدى مستشفيات الأمل، ولتكن عوناً له على نفسه وشيطانه، ولتحذر من الحلول التي تضر ولا تنفع وتزيد الأمور سوءاً فطرد الشاب من المنزل، أو التستر عليه وإهماله مما يزيد الأمور شراً وضرراً عليه وعلى غيره، وكذلك تزويجه _بدعوى أنه سيعْقُل ويصلح_ وهو لا يزال متعاطياً مستعملاً أيضاً جريمة منكرة في حق الزوجة وأهلها وفي حق أبنائه مستقبلاً، فالحل هو العلاج أولاً ومتابعته وإعانته حتى يتخلص منها.
نسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه، ويكفينا وإياكم شر كل ذي شر، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أباح لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وتناولوا من المطاعم والمشارب والمكاسب ما أحله الله واجتنبوا منها ما حرّمه الله، وقليل مباح خير من كثير حرام فإن الأجساد التي تنب من مكاسب محرمة مأواها النار والنار أولى بها. فلا يحملنكم حب المال على اكتسابه من تجارة المخدرات أو غيرها مما حرمه الله.
واعمروا قلوبكم بالإيمان واليقين والقناعة والرضا بما قسم الله تعالى، واستعينوا بالصبر والصلاة والأخذ بالجد والحزم والأسباب المباحة عند رغبتكم في إنجاز أعمالكم وتجاوز الصعاب التي تمر بكم، واحذروا من الاستعانة بالحبوب المنشطة أو المخدرة، فإنه لا خير فيها، لا في العاجل ولا الآجل بل هي خسارة للدين والعرض والمال والعقل والصحة والحياة. أعاذني الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما فيه رضاك وانصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك يا سميع الدعاء، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنات، اللهم آتنا في الدنيا حسن وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاك الله خير على جهودك اسأل الله لك التوفيق