العنوان : الحث على الاستمرار في التزام الإجراءات الاحترازية من كورونا خطبة مكتوبة
الحمد لله كاشف الضر ومجيب دعوة المضطر وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده وسوله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى. ولا تؤثروا الدنيا على الآخرة فالآخرة خير وأبقى.
عباد الله: إن الله تعالى هو خالق الإنسان وخالق صحته وعافيته، وقد وهبنا الله هذه الأجساد والأرواح وجعلها أمانة في أيدينا وأمرنا أن نحافظ عليها ونهانا أن نلقي بها إلى التهلكة، قال تعالى {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } وقال تعالى{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}
ومع إيمان المؤمن بالقضاء والقدر وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن إلا أن ذلك لا يعني ترك الأخذ بأسباب السلامة والعافية، واجتناب أسباب المرض والهلكة جمعاً بين قوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وبين قوله ﷺ “فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد” رواه البخاري. وكان النبي ﷺ سيدَ المتوكلين على الله ومع ذلك فتوكله على الله لم يمنعه أن يقول للمجذوم (ارجع فقد بايعناك) رواه مسلم. فالتوكل على الله يعني تعلق القلب بالله وحده وتفويض الأمور إليه واليقينَ بأن كل شيء بيده سبحانه، ولا يعني ترك الأخذ بالأسباب. ومما يوضح هذا المعنى قوله ﷺ “لوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا” رواه الترمذي وقال حسن صحيح. فأعلمنا النبي ﷺ أن الله يرزق الطير بطيرانها وسعيها في طلب الرزق فالله هو الرازق والسعي هو السبب في تحصيل الرزق. ومثل الرزقِ الصحةُ والمرضُ فلكلٍّ منهما أسبابه.
عباد الله:
إننا نذكّر أنفسنا بهذه الحقائق للتأكيد على الأخذ بالإجراءات الاحترازية من وباء كورونا، فها أنتم تسمعون أخبارَ عودةِ انتشاره القوية في بعض الدول والبلاد. فعلينا الأخذ بأسباب السلامة منه بجد وحزم، كالتباعد الاجتماعي في المساجد ومقارّ العمل وعند التزاور، واستعمال الكمامات والمعقمات، وتغطية الفم عند العطاس والسعال، وغير ذلك من الإجراءات التي أعلنتها الجهات المختصة المعنية.
أيها الإخوة: إن التعب في الأخذ بأسباب السلامة خيرٌ من راحة التساهل والإهمال التي قد يعقبها المرض أو الموت أو العودة إلى الحظر الكلي أو الجزئي.
أسأل الله للجميع السلامة والعافية، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله فمن اتقى الله غفر الله ذنبه ويسر أمره وأعظم له أجره.
إخوة الإيمان:
منذ أن حلّ هذا الوباء ودولتكم وفقها الله تبذل الغالي والنفيس في سبيل وقايتنا من انتشاره وتأخذ بالتدابير التي تعين على انحساره، وضربت في هذا السبيل أروع الأمثلة ما غبطنا عليه كثير من الناس والحمد لله، فادعوا لولاة أمركم واشكروهم على حسن صنيعهم فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وتعاونوا مع دولتكم في إنجاح ما تقوم به للسيطرة على هذا الوباء بالالتزام التام بما تأمر به. وطاعة ولي الأمر من طاعة الله ورسوله.
اللهم ارفع عنا هذا الوباء فإنه لا يرفعه أحد سواك. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
فضيلة الشيخ د غلي حدادي وفقك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقترح تخصيص ملف خاص بالخطب (يشمل جميع ما سبق نشره وما يستجد) يستطيع الخطباء الرجوع له بصفة دائمة
والله الموفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً كثيراً يا شيخ علي يحيى
خطبكم مقننة وذات طابع فريد من نوعه
حفظكم الله تعالى ورعاكم ونفع الله بكم البلاد والعباد
جزاكم الله خيراً كثيراً يادكتور علي يحيى
خطبكم مقننة وذات طابع فريد من نوعه وتوافق الاجاث الاجتماعية
حفظكم الله تعالى ورعاكم ونفع الله بكم البلاد والعباد