جديد الإعلانات :

العنوان : من أحكام وآداب أيام التشريق خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 6119

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنكم في أيام مباركة هي يوم عيد الأضحى و أيام التشريق التي قال عنها النبي ﷺ : “وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى” الحديث. رواه أحمد وابو داود.

وقد شرع الله فيها ذبح الأضاحي فمن لم يضح هذا اليوم فله أن يضحي إلى آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر قبل غروب الشمس. وكل اليوم وقت ذبح فله أن يذبح في الليل وله أن يذبح في النهار، والذبح في النهار أفضل.

والمشروع في الأضاحي أن يأكل منها المضحي ويتصدق منها لقوله تعالى (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) أي كلوا من ضحاياكم وأطعموا منها السائلين وأطعموا منها الفقراء المتعففين عن المسألة.  ومن أكل الأضحية كلها ولم يتصدق منها أو أهداها كلها لشخص غير فقير فالأبرأ لذمته أن يشتري لحماً ويتصدق به على أحد الفقراء.

عباد الله: اجتنبوا الإسراف والتبذير لقوله تعالى{كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فقدموا من الطعام ما يتناسب مع عدد أهل البيت أو الضيوف وإن زاد شيء فتصدقوا به أو اْهدُوْه أو اتصلوا بالجهات الخيرية التي توزع فائض الأطعمة على الفقراء والمحتاجين.

فذلك من شكر النعم كما أن رميها في المزابل من كفران النعم وقد قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، ولي المتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنه يشرع ف في أيام التشريق الإكثار من التكبير ولا سيما في أدبار الصلوات المفروضة. لقول إبراهيم النخعي: “كانوا يكبرون يوم عرفة وأحدهم مستقبل القبلة في دبر الصلاة: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”. ويستمر التكبير أدبار الصلوات إلى عصر آخر أيام التشريق لقول الله تعالى (واذكروا الله في أيام معدودات) وهي أيام التشريق ولفعل الصحابة ، سئل أحمد رحمه الله فقيل له : “بأي حديث تذهب، إلى أن التكبير من صلاة الفجر يومِ عرفة إلى آخر أيام التشريق؟ قال: بالإجماع عمر، وعلي، وابن عباس، وابن مسعود رضي الله عنهم”.

فاشتغلوا بذكر الله وبسائر الطاعات وتعاهدوا أرحامكم وسُلُّوا سخائم صدوركم وكونوا عباد الله إخواناً. واعتنوا بحشمة نسائكم في لباسهن وحجابهن عند خروجهن من بيوتهن فإنكم مسؤولون عن أنفسكم وعن أهليكم يوم القيامة.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم أصلح أحوال المسلمين واحفظ الحجاج والمعتمرين ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اغفر للمسلمين وللمسلمات والمؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *