العنوان : الاعتزاز بالإسلام وترك التشبه بالكفار خطبة مكتوبة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْر الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.
عباد الله: إن الله تعالى شرفنا أي تشريف وأكرمنا أي إكرام حين هدانا للإسلام وجعلنا من أتباع سيد الأنام، واختار لنا القرآن كتابا، أحسن كتبه نظاماً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً. وجعلنا خير أمة أخرجت للناس.
إخوة الإسلام: إن ديننا دين الإسلام هو الدين الحق وما عداه من أديان أهل الأرض قاطبة دون استنثاء أديان باطلة وعقائد فاسدة وشرائع زائغة. قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) وقال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
وإن نبينا ﷺ هو النبي الخاتم ختم الله به النبيين ونسخ به ما سبقه من رسالات المرسلين فلو كانوا أحياء ما وسعهم إلا اتباعه قال تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} وقال ﷺ «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» رواه مسلم.
وكل الكتب السماوية السابقة كالتوراة والإنجيل منسوخة بالقرآن الكريم لا يحل لأحد أن يلتمس منها الهدى والنور قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} ويروى عن النبي ﷺ أنه لما رأى عمر في يده نسخة من التوراة تغير وجهه غضباً وقال: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ بَدَا لَكُمْ مُوسَى فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي، لَضَلَلْتُمْ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَلَوْ كَانَ حَيًّا وَأَدْرَكَ نُبُوَّتِي، لَاتَّبَعَنِي» رواه الدارمي.
إن هذه الأمة أفضل الأمم وخيرها وأكرمها على الله قال تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} وقال ﷺ ” أَلَا إِنَّكُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً. أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ ” رواه أحمد. وقال ﷺ «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ» متفق عليه، وهذه الأمة أكثر أهل الجنة من مجموع الأمم كلها منذ خلق الله آدم إلى أن بعث محمداً ﷺ وفي ذلك يقول الهادي البشير النذير: ” أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا ” رواه أحمد. فهم ثلثا أهل الجنة ولله الحمد والمنة وجعلني الله وإياكم ووالدينا وأهلينا من أهلها.
إخوة الإيمان: إن هذا الإكرام الذي خصنا الله به يفرض علينا مسؤولية عظيمةً بأن نبذل الجهد في تعلم ديننا والعمل به والدعوة إليه، ونبذ كل بدعة وضلالة تحرّف أحكامه وتحاول أن تطمس مناراتِه وأعلامَه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله شرفنا وأكرمنا بهذا الدين ومن أعظم ممزياته أنه دين كامل لا نقص فيه قال تعالى ممتنا علينا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} فلنعتز بديننا ولنصدق في التمسك به ولنحذر من الشعور بالضعف والنقص والهوان.
إن بعض الناس اليوم ينظر نظر إعجاب إلى الكفار واليهود والنصارى والملاحدة حتى حمله الإعجاب بهم على مخالفة هدي محمد ﷺ في سبيل موافقة هديهم وطريقتهم ومن ذلك على سبيل المثال أن النبي ﷺ جعل الكسوف آية يخوف الله بها عباده، وشرع لنا الخوف من الله عند الكسوف، والمسارعة إلى الصلاة والتوبة والاستغفار، فترك بعضُ الناس هذا الهدي وجعلوها مناسبة فرح وسرور، وتصويراً وذكريات، تقليداً منهم للعادات الغربية والشرقية.
ومن الأمثلة أيضاً ترك بعض الرجال والنساء ما أمرهم الله به من الحياء والعفة والغَيرة والبعد عن الفواحش وكشف العورات، فتهاونوا في هذا الباب، وقلّدوا ما عليه تلك الأمم الكافرة التي لا تقيم للأعراض والعفة والحياء وزنا فتراهم يكشفون ما أمر الله بستره ويجاهرون بما يغضب الله ورسوله اتباعاً لسبل المغضوب عليهم والضالين (ومن تشبه بقوم فهو منهم). اللهم أعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك، اللهم أصلح ضال المسلمين وجنبهم سبل الهالكين واجعلنا جميعاً هداة مهتدين، على البر والتقوى متعاونين، وبالحق عاملين وإليه داعين، وبه ناصحين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى ما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطب ودروس
جزاكم الف خير التزامكم وعقيدتكم تخدم هذه الامه فااقول لكم جزاكم الله خير وجعلها في ميزان حسناتكم