جديد الإعلانات :

العنوان : 15- الحب في الله والبغض فيه

عدد الزيارات : 3987

عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم   لأبي ذر: أي عرى الإيمان – أظنه – قال أوثق ؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال : (الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله) رواه الحاكم  والطبراني  وغيرهما، وإسناده واه، لكن له شاهد من حديث ابن مسعود، ومن حديث البراء بن عازب، قال الألباني: فالحديث بمجموع طرقه يرقى إلى درجة الحسن على الأقل  .

معاني المفردات:

عرى: جمع عروة وهي مقبض الشيء الذي يمسك به.

التعليق:

1- لا يصح إيمان العبد إلا بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يكمل الإيمان الكمال الواجب حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) وقال تعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزوجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) وقال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده ولده والناس أجمعين)  وقال (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده) البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن في وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكف بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) متفق عليه.

وعلامة هذه المحبة ولازمها طاعته سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقديم طاعتهما على طاعة من سواهما قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)

ومن لوازمها محبة ما يحبه الله ورسول من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ومحبة من يحبه الله ورسوله وموالاة من والاه الله ورسوله  وبغض ما يبغضه الله ورسوله من الأقوال والأعمال وبغض من يبغضه الله ورسوله ومعاداة من عاداه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

فيجب على كل مؤمن محبة الله ورسله وملائكته وعباده الصالحين وموالاتهم، كما يجب عليه بغض اليهود والنصارى والمشركين والملحدين ومعاداتهم. قال تعالى (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم او أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)

وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق )

وقال تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)  [المائدة : 55 – 57]

2- موالاة الكفار بأنواعهم منها ما  هو كفر ومنها ما هو دون الكفر فالموالاة المكفرة هي الموالاة التامة التي تقتضي محبة دينهم والرضا به ومحبة انتصاره وظهوره قال تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) وأما إذا كانت موالاتهم مع طمأنينة القلب بدين الإسلام وكرهه للكفر وأهله ولكن حمله على شيء منها طمع دنيوي من مال أو غيره فهذه كبيرة من كبائر الذنوب وقد حصل من حاطب بن أبي بلتعة البدري رضي الله عنه أن كاتب المشركين قبيل غزوة الفتح يخبرهم فيها بتهيؤ النبي صلى الله عليه وسلم لغزوهم فلم يكفره النبي صلى الله عليه وسلم لأول وهلة وإنما استفصل وسأل عن  السبب الذي دفعه لذلك فأخبره أن الحامل له رغبته أن تكون له يد عند قريش يحمون بها أهله وولده ولما أظهر الصدق والندم صفح عنه النبي صلى الله عليه وسلم واعتبره ذنباً مفغوراً بشهوده غزوة بدر ولو كان عمله ذلك ردة لما كفره العمل الصالح وللزم دخوله في الإسلام من جديد.

3- التعامل الدنيوي المباح مع المشركين والكتابيين ليس من التولي المحرم كالتبادل التجاري أو الطبي أو الهندسي أو نحو ذلك من الخبرات الدنيوية المباحة وكذا الإهداء لهم وقبول هداياهم وإجابة دعوتهم وعيادة مرضاهم إذا رجي منها خير كل ذلك ليس من التولي المحرم فقد مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير، ودعاه يهودي فأجاب دعوته، وتوضأ من مزادة مشركة، ومرض غلام يهودي كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فعاده النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه للإسلام فاسلم. وأهدى عمر قطيفة لأخ له مشرك بمكة كان قد أهداها له الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر أن تصل أمها وأن تحسن إليها وكانت قدمت إليها في المدينة مشركة تريد منها صلة ورفداً.

وهكذا المعاهدات التي تعقد مع الدول الكافرة لمصلحة المسلمين ليست من الموالاة المحرمة فقد عاهد النبي صلى الله عليه وسلم يهود المدينة أول مقدمه على حسن الجوار وعاهد مشركي قريش في الحديبية على وضع الحرب عشر سنين مقابل شروط في ظاهرها الغضاضة على المسلمين.

4- محبة المؤمن وتوليه إنما تكون بسبب إيمانه أما الحب الذي يكون سببه الانتماء الحزبي المبتدَع فهذا من العصبية الجاهلية المحرمة ولذا تجد من آثاره المشؤمة أن الحزبي السني بالمعنى العام (أي الذي ليس رافضيا ) يوالي المبتدع الرافضي أو الصوفي ولو كان غالياً إذا كان شريكه في الحزب فينصره ويقربه ويثني عليه ويعادي السني الذي ليس منضويا تحت لواء حزبه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *