جديد الإعلانات :

العنوان : وقفات مع حادثة فشل فتنة المظاهرات

عدد الزيارات : 1437

الحمد لله الذي اعزنا بالإسلام وأكرمنا بسنة سيد الأنام ، الحمد لله الذي جمع شملنا ووحد صفنا وأظهر أمننا وكبت عدونا

واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد عباده إذا وحدوه ولم يشركوا به أن يكونوا من الآمنين وأن يقهر عدوهم فيجعلهم عليهم ممكنين.

واشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى  الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وأنار به الظلمة فمن اتبع سنته أعزه الله ومن أعرض عنها وخالفها أذله الله وكتب عليه الصغار والهوان كائنا من كان.

صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

(يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

 أما بعد:

فإننا نحمد الله جل في علاه أن جعل بلدنا بلدا طيبا مباركا قوي الترابط صادق الولاء تحطمت على ألفته واجتماعه كل مخططات الفتنة والكيد والمكر فخنس المرجفون وانفضح الماكرون فولوا مدبرين ورجعوا خاسئين ولله الحمد رب العالمين..

إخوة الإسلام:

لقد حرص دعاة الفتنة أن يجرّوا هذا الشعب الكريم إلى ميادين الفتنة والفوضى والاضطراب واستعملوا كل وسائل الإثارة والتهييج ولكنها بحمد الله باءت بالفشل لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها أننا شعب يدين بكتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم وفي نصوص الكتاب والسنة تحريم ُمعصية ولي الأمر المسلم وتحريمُ الخروج عليه وتحريمُ التظاهر عليه فثبت المجتمع على عقيدته هذه والتزم بها فأورثه الله خيراً كثيراً لزم السنة يوم تخلت عنها كثير من الشعوب ، وفاز بالأجر والمثوبة من الله وهي غاية المطلوب ، وازداد محبة في قلوب ولاة أمره وهم أهل الوفاء والكرم والجود يقابلون الإساءة بالإحسان فكيف بمقابلة أهل الصدق والإحسان..

لقد كسبنا مكسبا كبيرا بإفشال مخططات أهل الفتنة. ثبت أمننا واتحد صفنا وهابنا عدونا وخرجنا أقوى مما كنا فأي نعمة تعدل نعمة الأمن والاجتماع على الحق.

ولنا مع تلك الحادثة بعض الوقفات:

أولاً: تبين لنا أن الخير كل الخير في لزوم الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح فإننا خلق الله والشرع أمر الله والله أعلم بما يصلح خلقه فشرع لهم أحسن الشرائع وأحسن الأحكام مهما لبس الملبسون وشكك المششككون ، لزمناها فذقنا حسن عواقبها العاجلة قبل الآجلة وما عند الله خير وابقى وضيعتها شعوب فذاقت وبال تضييعها وقلة صبرها فتنا واختلافا وخوفا واضطرابا وضعفا وافتقاراً..ولو صبروا حتي يستريح بَر أو يستراح من فاجر لكون خيراً لهم وأهدى سبيلاً.

ثانياً: تبين للناس كيف يستغل أهل الأهواء زمن الفتن والاضطراب ليكشفوا عما يخفون ويظهروا ما كانوا يسترون فهؤلاء يرفعون العرائض ويوقعون البيانات بالمطالب الفاجرات الأثمات وأولئك يهددون بالتصريح تارة وبالتلميح تارات، فأين هي الدعوة الى الله التي يرفعون شعارها ، وأين هي المواطنة والولاء التي يلبسون فيما يزعمون دثارها…

لو كانوا حريصين على دولة التوحيد والسنة رافعي الرؤوس بتحكيم الشرع ، خائفين عليها من عدوها الذي يتربص بها ليل نهار لكانوا أشد ما يكونوا ولاء لها في هذه المحنة لا أن يكونوا من مشعلي وموقدي الفتنة نسأل الله أن يكفينا شرهم

ثالثاً: كشفت التجارب عن الخطر البالغ لشبكة النت في نشر الأفكار المضلة وتغرير الناس بها فعلى أولياء الأمور أن يكونوا حذرين على أبنائهم وبناتهم حتى لا يتأثروا بما فيها من الأفكار الباطلة والمذاهب المضلة، كما أن على أهل العلم والحق أن يساهموا في ملئها بالحق والدعوة إلى الرشد ، وكشف الشبهات وفضح الدعوات المضلات.. لأن مجرد الحجب والمنع لا يكفي فما من قفل إلا له مفتاح ولا من سور إلا وتحته سرداب.

رابعاً: كشفت لنا هذه الفتنة أن كبار علمائنا ينطلقون بحمد الله من منطلق الكتاب والسنة وعقيدة السلف الصالح لا منطلق الهوى والأفكار والعقائد الفاسدة لقد ابتليت الأمة بعلماء سوء في هذا العصر اجتهدوا غاية الاجتهاد في إثارة الفتن ولبسوها لباس الشرع وأحيوا مقررات الخوارج والمعتزلة بتشريع المظاهرات وخلع الحكام والتمرد على أولي الأمر بلا حجة ولا برهان وإنما هو التلبيس والتدليس وإثارة العواطف بما يحرك عوام الناس من الفقر والبطالة والظلم …فجاء بيان الهيئة الشهير في تحريم المظاهرات ليعود بالناس ممن أراد الله هدايته إلى أنوار السنة البيضاء ورياضها الغنّاء الخضراء مدعما بأدلة الكتاب والسنة بعيداً عن أسلوب أهل البدعة والفتنة.

وهنا أنبه على مسألة طالما اتخذت وسيلة للتشويش على العلماء وهي أنهم قد يسكتون في بعض الأوقات عن الكلام العام في قضية معينة فيفسره مرضى القلوب على أنه أثر خوفهم وجبنهم وهلعهم وحرصهم على مناصبهم بينما الواجب تحسين الظن بالعلماء فإن مراعاة خواطر الشعوب أشد فتنة من مراعاة خواطر الحكام ولكنهم يسكتون حين يرون مصلحة السكوت ارجح ويتكلمون حين يرون مصلحة الكلام ارجح هذا ظننا بهم لعظيم قدرهم ومكانهم في الإسلام.

خامساً: كما أظهرت هذه المحنة والفتنة صدق ولاء الشعب لدولته فقد أظهرت أيضاً صدق محبة الدولة لشعبها قولاً وفعلاً فالمحبة بين الطرفين والدعاء متبادل من الطرفين وخير ولاتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم كما في الحديث.

اللهم أدم على هذه البلاد أمنها واستقرارها واجتماع كلمتها على الكتاب والسنة برحمتك يأ ارحم الراحمين.

اقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم تسليما

الخطبة الثانية

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واحذروا سخطه بفعل أوامره وترك نواهيه ابتغاء ثوابه وخوفا من عقابه.

أخوة  الإيمان:

إن أعداء الإسلام أصناف متعددة وأضرب مختلفة منهم العدو المعلن العداوة من أهل الملل والأديان ومنهم العدو المستتر بعداوته الذي يكيد للإسلام من الداخل يلبس لباس الإسلام ويتزيا بزيه ويتكلم بلسانه لكن التاريخ والواقع يشهدان أنه أشد عداوة للإسلام من عدوه للخارجي بل لا يصل العدو الخارجي في الغالب الى الحاق الضرر بالمسلمين في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وديارهم إلا عن  طريق هذا العدو الداخلي المستتر

فعلينا أن نكون يقظين حذرين من كل من أعداء الملة والأمة .. بنشر الوعي والعلم الصحيح علم الكتاب والسنة وبالمواطنة الصالحة الصادقة التي تدفع إلى الحرص على أمن البلد واستقراره.. بكل وسيلة مباحة ممكنة.

معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *