العنوان : موعظة في ختام شهر رمضان (خطبة مكتوبة)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله هي وصية الله للأولين والآخرين لأن في التقوى سعادةَ العباد وفلاحَهم وفوزَهم في الدنيا والآخرة والا فإن الله غني عن عباده وعن تقواهم وعن طاعاتهم لا تنفعه طاعة طائع كما لا تضره معصية عاص، قال تعالى {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (133) مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }
عباد الله:
إن التقوى هي خير زاد يتزوده العبد لسفره إلى ربه وأنتم في موسم عظيم أنتم في الليالي البواقي من العشر الأواخر من رمضان فاغتنموا ما بقي من هذه الليالي المباركات بالاجتهاد في الطاعات، تحروا ليلة القدر في كل ليلة منها فلعها لم تأت بعد ، وإن الله غيبها عن عباده ليجدّوا ويستكثروا من الصلاة والتلاوة والدعاء والضراعة والابتهال وصنوف الطاعات. فيكون ذلك أكثرَ لحسناتهم وأثقلَ وأرجحَ لميزانهم.
عباد الله: نحن اليوم في ميدان سباق ومسارعة في الخيرات وأما الحصاد فإنه غداً يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور وتنشر الصحف وتنصب الموازين وينادي المنادي لفصل القضاء، ذلك اليوم الذي يتفرق الناس فيه إلى فريقين فمن كان في صدره قلب سليم وامتلأت صحيفته بالحسنات وثقل ميزانه صار برحمة الله إلى جنات عدن وإن كانت الأخرى والعياذ بالله سيق إلى جهنم قال تعالى {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} وقال تعالى {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) }
عباد الله:
إن من علامات الساعة أن يتقارب الزمان وها نحن نرى سرعة الأيام فقد مر أكثر الشهر في غاية السرعة وما بقي منه فسيمر كذلك فلنغتنم أيامه ولياليه. بل لنغتم كل دقيقة ولحظة فيه.
من كان منا محسن فليحمد الله وليضاعف في إحسانه، ومن كان منا كسولاً مفرطاً مقصراً فيما مضى فليستعتب ربَه وليتب توبة صادقة يُحيى بها قلبَه، وليختم شهره بإحسان العمل فإنما الأعمال بالخواتيم كما ثبت عن نبينا عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان وسلم تسليما.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنه يشرع في ختام شهر رمضان زكاة الفطر يخرجها المسلم يوم العيد قبل صلاة العيد ويجوز أن يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين. وتكون من طعام البلد وقوتهم كالأرز والبر والتمر ونحو ذلك. ومقدارها صاع وهو ما يعادل ثلاثة كيلو تقريباً. يخرجها المسلم عن نفسه وعمن يعولهم وينفق عليهم من زوجة وولد.
ومن فوائدها أنها طُهرة للصائم من اللغو والرفث الذي قد يكون وقع منه حال صيامه. وطُعْمة للفقراء والمساكين حتى يستغنوا عن المسألة في يوم العيد.
ومما يشرع في ختام الشهر التكبير والتهليل عند رؤية هلال شوال أو عند إكمال العدة ثلاثين.
يكبر المسلم جهراً في بيته وسوقه وطريقه ومسجده. لقوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
واحرصوا على شهود صلاة العيد ولا تتخلفوا عنها من غير عذر شرعي كالمرض، واحضروا الخطبة واستمعوا للموعظة وأمّنوا على الدعاء ففي ذلك خير كثير لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى من لا صلاة عليه وهي الحائض أن تحضر وتجلس وراء الناس وتسمع الخير والدعاء.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا اللهم اختم لنا شهر رمضان بغفرانك والعتق من نيرانك والفوز بجناتك. اللهم إنا نشكوا إليك ضعفنا وعجزنا وتقصيرنا وإسرافنا في أمرنا فهب لنا من رحمتك وجودك وكرمك ما تتقبل به قليل عملنا وتعفو به عن تقصيرنا وتغفر به ذنوبنا وسيئاتنا.
اللهم أعد علينا شهر رمضان في صحة وعافية أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ولا تجعل هذا الموسم آخر العهد به يا رب العالمين .
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وانصر رجال أمننا وجميع جنودنا إنك أنت القوي العزيز. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بارك الله فيكم شيخنا و جزاكم خيرا لهذه الخطبة الجميلة المفيدة
جزاكم رب العالمين خيرا
جزاك الله خيرا على هذه الخطبة المباركة شيخنا الحبيب وحفظك الله ورعاك
جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْرًا وَبَارَكَ فِــيكَ شيخنا الفاضل
السلام عليكم جزاك الله خير على هذا التذكير وجعلني وإياكم وكل من اجتمع معنا على هذا الدين الحنيف والسنةالمنيفة من من قال الله فيهم(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )
أسأل الله الحي القيوم أن يجعلك منبر يصدع بالحق ويعلي التوحيد والسنة على لسانك ينفعنا وإياك بالوحيين