العنوان : من مسالك الخوارج في إثارة الفتن
( الخطبــة الاولــى )
أما بعد :
إن القلب ليتفطر حزنا وهو يشاهد استمرار اغترار بعض أبنائنا بألاعيب الأفكار الضالة ورموزها ، حيث لا يزال منهم من يجند نفسه لخدمة أعداء الدين والعقيدة والوطن ويضحي بنفسه وبالأنفس المعصومة في سبيل تحقيق أهداف مزعومة ليس عليها دليل من كتاب ولا سنة ولا عقل سليم .
أتشترى الجنة بقتل الإنسان لنفسه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً )
أم تشترى الجنة بقتل الإنسان للأنفس المعصومة . والله يقول ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها )
أم تشترى الجنة بتكفير المسلمين بغير حق والنبي صلى الله عليه وسلم ( من قال لأخيه يا كافر فإن كان كما قال وإلا حار عليه )
أم تشترى الجنة بخدمة الصهاينة والرافضة في تحقيق أطماعهم بزعزعة الأمن في بلاد الحرمين وإثارة الفوضى والفتنة في أرجائها..
أم تشترى الجنة بنقض البيعة وشق عصا الطاعة وإحياء الفتنة ؟
نعم القلب . إن القلب ليتفطر حزنا وألماً على كثير من ابنائنا ممن غرتهم الدعوات المضلة بزخرف القول وخداع الأفلام والصور التي تستدر عواطفهم وتثير حماسهم وتؤزهم أزاً إلى بلاد الفتن حتى يتمكن منهم دعاة الباطل فيجندوهم ضد بلادهم ثم يرسلونهم إليها قنابل متفجرة وأحزمة ناسفة..
هل الدين يؤخذ من مجاهيل في مغارات الجبال وظلمات السراديب والأنفاق والمخابئ ؟
هل القرارات المصيرية تبنى على مقاطع أفلام يدخلها الانتقاء والحيل والدبلجة والكذب والتلبيس ؟؟
لماذا يعيش كثير من أبنائنا سطحية وسذاجة حتى سهل على عدوهم تجنيدهم لصالحهم بكل يسر وسهولة ..
فترى الواحد منهم ما إن يلتزم ببعض شعائر دينه حتى يتغيب عن أهله ومجتمعه ثم لا يفاجؤون به إلا وقد ركب ركاب الثلة الخارجية المفسدة في الأرض .
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات واضحة لا غمغمة فيها ولا إبهام .. ولا مداهنة ؟؟
وتحتاج إلى وقفة صادقة من كل الأطراف المعنية ومنها الأسرة والمدرسة والمسجد ومنبر الجمعة للتصدي لهذه الحرب الضرس التي يشنها أحفاد ذي الخويصرة وابن سبأ وابن ملجم وأمثالهم ممن اختطوا لأنفسهم طريق الفتنة وذاقت الأمة على أيديهم الويلات من الفرقة والاختلاف وسفك الدماء ..
أيها الإخوة :
من الوقفات المطلوبة ان نوضح لأبنائنا أن عقيدتهم السلفية تفرض عليهم السمع والطاعة لولاة الأمور ولزوم الجماعة وإن جاروا وظلموا واستأثروا بالدنيا .
وأن عقيدتهم تفرض عليهم الحذر من التكفير إلا ببرهان وهذا البرهان لا يدركه ولا ينزله في منزله الصحيح إلا أهل الرسوخ في العلم ..
وأن عقيدتهم تفرض عليهم أن لا يخرجوا لجهاد حق أو مزعوم إلا بإذن ولي أمر البلاد وإذن الوالدين .
من الوقفات المطلوبة أن نبين لهم بياناً شافياً انحراف تنظيم القاعدة عن السنة الصحيحة ومنهج السلف الصالح ونوقفهم على المفاسد التي جرها على الإسلام وأهله .
من الوقفات المطلوبة أن نحذرهم من الحركات السياسية التي تلبس لباس الشرع والدعوة إلى الله وهي في الحقيقة إنما تريد تخريب المجتمع برمته وإقامة حكم وسلطة .. كما تنضح بذلك كتبهم وأبحاثهم ومؤتمراتهم .
من الوقفات المطلوبة مع أبنائنا أن نحذرهم من خطر الانتماء الى الأحزاب والجماعات كالتبليغ والإخوان وغيرها من الأحزاب الضالة .
من الوقفات المطلوبة مع أبنائنا أن نحذرهم من مواقع الانترنت التي تزرع في قلوبهم الضغينة والحقد على دولتهم وعلمائهم .
من الوقفات المطلوبة أن نحذرهم من الاستراحات والمناشط التي تعزلهم عن أسرهم وعن مجتمعهم وتزين لهم الانضمام الى التنظيمات الجهادية من خلال تربيتهم على أفلام الجهاد في الأفغان أو العراق أو الشيشان ونحوها
أبناؤنا إذا لم يدركوا هذه الحقائق بالأدلة والبراهين والتفصيل فإنهم سيكونون لقمة سائغة بين أنياب عدو لا يرحم ولا يألوا جهدا في افتراس من قدر عليه منهم.
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وأن يحفظ أبناءنا من شر كل ذي شر وفتنة ..
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
( الخطبــة الثانيــة )
أما بعد :
أيها الإخوة في الله : إن من مسالك الحركات السياسية التي تلبس لباس الشرع والدين والدعوة إلى الله تهييجَ الرعية ضد ولاتها مستغلين ما يصدر منهم من الأخطاء والزلات .. سواء في أنفسهم أو قرارتهم
وربما اتخذ الوالي قراراً لا يخالف شرعاً ولكنه لا يروق لهذه الحركات فتلتف عليه وتجعل منه معصية لا تغتفر وحرباً لله ولرسوله ولدينه ..
والمتابع لمواقع النت في هذه الأيام يجد في بعضها من الكتابات والأفلام المرئية والتسجيلات الصوتية باسم إنكار المنكر والجهاد باللسان والقلم تهييجاً كبيراً ضد هذه الدولة … ولعباً بالعواطف ومسخاً للحقائق .. ما يخشى معه أن يكون لهذا التهييج العواقب الوخيمة والنتائج المؤسفة ..
إن الشريعة جاءت بتقليل المفاسد وتكثير المصالح ومن ذلك أنها أوضحت أن أخطاء الولاة لا تعالج بالتشهير وإثارة الأحقاد والضغائن وتهيئة النفوس للفتنة ولكنها جاءت آمرة بعلاج عظيم النفع ألا وهو المناصحة السرية الذي يكفل إبانة الحق لأولي الأمر ودعوتهم إليه وترغيبهم فيه مع البعد عن أسباب الفتن والفوضى ويكفل إيصاد الأبواب التي يتحين الدخول منها أصحاب المطامع والأهواء الفاسدة لتنفيذ مخططاتهم .
لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لأولي الأمر في غير معصية وإذا حصلت منهم معصية أمر الرعية بأن تكره تلك المعصية ولكن في الوقت نفسه نهى عن نزع اليد من الطاعة . والنهي عن الشيء نهي عنه وعن الأسباب المفضية إليه ..
ولا شك أن من الأسباب المفضية إلى نزع اليد من الطاعة تهييج الشعب ضد ولي أمره .. فهل الذين يسلكون مسالك التهييج وقفوا عند حدود الله أم تجاوزوها إلى حدود الخوارج والمعتزلة وأمثالهم ؟
نعوذ بالله من الخذلان ومن تنكب طريق السلف الصالح والأخذ بمناهج أهل البدع والضلالة .