جديد الإعلانات :

العنوان : من فتاوى العلماء في المظاهرات والتحذير ممن يمدحها

عدد الزيارات : 3276

أما بعد:

فإن فتنة التمرد والخروج وإثارة الفوضى والفتن التي اشتعلت في بعض بلاد المسلمين لا تزال نيرانها متقدة تذهب بسببها أرواح وتراق دماء ، زعزعت أوطاناً كانت مستقرة وأضعفت أمنا كان قائماً ..وافرحت أعداء الإسلام والسنة، ولحق الناس منها عناء وعنت كبير..

ونظرا لكثرة المتأثرين بهذه الحركات والأساليب ولكثرة المادحين لها المشجعين لها ظن كثير من الناس أنه لا حرج فيها بل ظنها بعضهم من العمل الصالح الذي يثاب عليه العبد لكونها تدخل في إنكار المنكر لذا كان لابد من تذكير العباد بحكم المظاهرات كما يقرره علماء الشرع الذين ينطلقون من الكتاب والسنة لا من منطلقات الحزبية الحركية التي يتلخص منهجها في ان الحلال أو المشروع ما يوصل الحركة إلى كرسي الحكم ولو كان ما كان كما  عرف من تاريخها وواقعها وتقريرات زعمائها.

والأن مع بعض فتاوى أهل العلم في شأن المظاهرات :

يقول العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله الجواب :لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان

وقال أيضاً ـ رحمه الله ـ: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن اهـ

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله جوابا على سؤال عن تظاهرة سلمية بإذن الدولة (عليهم باتباع السلف ان كان هذا موجدا عند السلف فهو خير و ان لم يكن موجودا فهو شر ولا شك ان المظاهرات شر لانها تؤدي الى الفوضة لا من المتظاهرين و لا من الآخرين وربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض أو الأموال واما على الأبدان لان الناس في خضام هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول و لا ما يفعل فالمظاهرات كلها شر سواء أذن الحاكم أم لم يأذن)

وقال ايضا في فتوى أخرى بعد أن بين خطر المظاهرات وأنها سببت ألوف القتلى في بلد مسلم قال (الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة. ما هي إلا مــضرّة …، الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن قتل جمعاً من العلماء وأجبر الناسَ على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجد أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية… ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصـــابع خفيّة داخلـــــــية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور) اهـ .

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله جوابا عن سؤال حول المظاهرات (ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وماكان المسلمون يعرفونها ، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال . فلا تجوز هذه الأمور)

وقرر الشيخ صالح بن غصون رحمة الله عليه أن المظاهرات متندرج في مسالك الخوراج واصولهم في انكار المنكر بطريقة الأذى والعنف والمنازعة وليست من منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورد العلامة الالباني رحمه الله على من اباح المظاهرات لكونها وسيلة والأصل في الوسائل الإباحة فقال (صحيح ان الوسائل إذا لم تكن مخالفة للشريعة فهي الأصل فيها الإباحة، هذا لا إشكال فيه، لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية فمن هنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية، فالخروج للتظاهرات او المظاهرات وإعلان عدم الرضا او الرضا وإعلان التاييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين، هذا نظام يلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب، من الشعب وإلى الشعب، أما حينما يكون المجتمع إسلاميا فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات وإنما يحتاج إلى إقامة الحجة على الحاكم الذي يخالف شريعة الله.) أهـ يعني أنها من تقاليد الغربيين وعاداتهم وما كان كذلك فلا يجوز التشبه بهم فيه لحديث (من تشبه بقوم فهو منهم).

أيها الإخوة هذه نبذة مختصرة من فتاوى كبار علماء الأمة في تحريم المظاهرات وإبطالها والرد على دعاتها والمحرضين عليها نسال الله لنا ولكم البصيرة في الدين والخضوع لكتابه المبين وسنة سيد الأولين والأخرين اقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

أما بعد:

فبعد أن سمعنا جملة طيبة من فتاوى كبار علماء السنة في تحريم المظاهرات والزجر عنها ومخالفتها للشرع وسوء عواقبها نعلم أن الذين يؤيدونها ويدعون إليها لا يريدون بنا خيرا لقد ايدتها كثير من الدول الغربية ونحن نعلم يقينا أنها لاتريد بالأمة الإسلامية سعادة في حياتها ولا تمسكا بدينها ولا قوة في اقتصادها ولا اجتماعا لكلمتها بل تسعى بما أوتيت من وسائل لإضعاف المسلمين وإثارة الفتنة بينهم وتمزيق بلادهم وسلب خيراتهم (وما يوم حليمة بسر).

وأيدتها بعض الفرق الضالة الشديدة العداوة لأهل السنة اللعانة للصحابة وفرحت بها أشد الفرح مع أنها شديدة القمع في بلادها لمن يقوم بها في تناقض واضح وضوح الشمس ولو تعلم أن فيها خيرا للسنة وأهلها لساءها ذلك ولأنكرته وشجبته.

وايدها بعض دعاة الحركات الإسلامية السياسية التي تقوم دعوتها لهدف واحد رئيس وهو الوصول إلى كرسي الحكم باي وسيلة تمنكهم من الوصول إليه، لذا نجد هؤلاء يفصلون على هذه المظاهرات لباس الشرع فهي عندهم من إنكار المنكر والمشاركون فيها هم بمنزلة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن قتل فيها ولو بتحريق نفسه فهو شهيد ثم أخذ هؤلاء يجعلون من هذه المظاهرات فزّاعة يخوفون بها ملوكهم وحكوماتهم بلغة تهديدية..

أما أنها من إنكار المنكر فإن إنكار المنكر لا يكون بطريقة منكرة شرعاً فالسلطان لا ينكر عليه علانية ولكن يناصح كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكما فعله الصحابة والتابعون لهم بإحسان.

وأما أن من قتل فيها فهو شهيد ولو قتل نفسه حرقا فإن النبي صلى الله عليه وسلم توعد من قتل نفسه بالنار والرسول صلى الله عليه وسلم أعلم بدين الله من هؤلاء، فكيف يعطى المنتحر المتوعد بنار جهنم منزلة خيار عباد الله وأعلاهم درجة بعد النبيين والصديقين.

وأما أنهم شهداء فالشهيد من قتل لتكون كلمة الله هي العليا في جهاد شرعي والله أعلم بمن يقتل في سبيله.

وأما أنهم بمنزلة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فالناس قد رأوا أن مجامع المتظاهرين جمعت المسلمين والنصارى وغيرهم وجمعت المصلين والفساق وجمعت المتبرجات السافرات المخالطات للرجال الأجانب فكيف يشبهون  بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على  السمع والطاعة وعلى اثرة عليهم فوفوا بما عاهدوا الله عليه.

وأما اتخاذها وسيلة للتهديد والتخويف فما هكذا النصح لأولي الأمر وفي الحديث (من أهان السلطان أهانه الله) رواه الترمذي وحسنه وله شواهد.

فاحذروا ايها الإخوة ولا سيما أنتم يا معشر الشباب من هذه الدعوات المضلة التي تدعوا إلى المظاهرات والصدامات والزموا السمع والطاعة كما أمركم ربكم، واحذروا أن تبدلوا نعمة الله كفرا وأن تخلعوا عنكم نعمة الله عليكم بالأمن والاجتماع والطمأنيينة وكثرة الخير . وتفكروا في سوء عاقبة مخالفة الشرع واتعظوا بمن حولكم فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من صار عظة وعبرة لغيره..وكما قال بعض الحكماء لأبنائه إننا نحدثكم عن جوع وفقر وخوف كنا فيه فاحذروا أن تحدثوا أبناءكم عن نعيم ورغد وأمن كنتم فيه..

اللهم أدم علينا نعمة الامن والطمانينة واجتماع الكلمة اللهم من أرادنا بكيد فكده واجعل تدميره في تدبيره اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم وندرء بك في نحورهم يا قوي يا عزيز.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *