العنوان : من ضلال الرافضة في القرآن الكريم (5/9)
كذلك ضلت الرافضة في قضايا عظيمة تتعلق بالقرآن الكريم، ومنها:
أولاً: اعتقاد الرافضة تحريف القرآن الكريم وتبديله:
نحن نعتقد أن القرآن محفوظ كله بألفاظه ومعانيه، لم يزد فيه شيء ولم ينقص منه شيء مصداقاً لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). أما عند الرافضة فيعتقدون أن القرآن الكريم الذي بين أيدينا كتاب محرف نقص منه وزيد فيه وإليك بعض كلامهم يقول علي بن إبراهيم القمي المتوفى سنة 307هـ في مقدمة تفسيره (فالقرآن منه ناسخ و منه منسوخ ومنه محكم ومنه متشابه ومنه عام ومنه خاص ومنه تقديم ومنه تأخير ومنه منقطع ومنه معطوف ومنه حرف مكان حرف ومنه على خلاف ما أنزل الله) ثم مثل على إفكه هذا فقال (قوله تعالى (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي ) أيضاً هو “اركعي واسجدي”…. وأما ما هو كان على خلاف ما أنزل الله فهو قوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) قال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية (خير أمة) يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام؟!! فقيل له كيف نزلت يا ابن رسول الله فقال إنما نزلت (كنتم خير أئمة أخرجت للناس) ثم قال : وأما ما هو محرف منه فهو قوله (لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون) تفسير القمي (1/5-10) .
وفي الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد سبعة عشر ألف آية) الكافي (2/634) وقد حكم المجلسي في مرآة العقول (2/563) بصحتها. قلت وعدد آيات القرآن الذي بين أيدينا (6236) آية حسب طريقة الكوفيين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على ما ورد في كتاب ناظمة الزهر للإمام الشاطبي وغيرها من الكتب المدونة في علم الفواصل وعلى هذا فالآيات التي حذفت من القرآن على هذا الافتراء تبلغ (10764) آية والعياذ بالله.
ولهم مؤلف شهير في تقرير التحريف في القرآن ألا وهو كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ألفه العالم النجفي الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ وطبع الكتاب في إيران سنة 1289هـ وقد كافأه الشيعة على تأليفه هذا بأن دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانو العظمى بنت السلطان الناصر لدين الله وهو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف الأشرف بأقدس البقاع عندهم. [الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب ص 10 ] وانظر ترجمته في مقدمة كتابه (مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل). لتلميذه أغا بازرك الطهراني. .
إن الله تعالى أنزل القرآن هدى ورحمة للمؤمنين وتعبدهم بما فيه إلى أن تقوم الساعة فإذا وقع فيه التحريف والتبديل ونقص منه هذا النقص كله فكيف يصح أن يبقى كتاب هداية ورحمة ونور وشفاء؟
وهنا أطرح سؤالاً للعقلاء فقط إذا كانت الرافضة تغار على القرآن وتحترمه فلماذا منحت المحرفين _ بزعمهم_ فرصة تحريف القرآن وتغييره وإضاعته، أين من يدعون أنهم أئمتهم وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن بعده _ وهم برآء مما نسب إليهم _ أين هم عن هذا التحريف والتلاعب وهم بأيديهم في زعمكم مقاليد السموات والأرض والدنيا والآخرة كل ذلك تحت تصرفهم؟
ثانياً:قضية نزول الوحي على غير النبي صلى الله عليه و سلم :
نحن نعتقد أن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية لا ينزل بعده كتاب، حيث انقطعت النبوة وانقطع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن أنس قال: “قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم فقالت ما أبكي أن لا أكون أعلم إن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها”.
كما نعتقد أن الوحي إنما كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن ينزل على أحد غيره أما الرافضة فيعتقدون أن الوحي قد كان ينزل على غيره صلى الله عليه وسلم ولذا فإن لهم مصحف غير القرآن الكريم بل قرآننا هذا لا يعد شيئاً بالنسبة لتلك المصاحف قال في الكافي: باب “ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام”.
“عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد الله الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك إني أسألك عن مسألة، ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال: فرفع أبو عبد الله عليه السلام ستراً بينه وبين آخر فأطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك، قال: قلت: جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله علّم علياً عليه السلام باباً يفتح له منه ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال: قلت: هذا والله العلم قال: فنكت ساعة في الأرض ثم قال: إنه لعلم وما هو بذاك.
قال: ثم قال: يا أبا محمد! وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال: تأذن لي يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت، قال: فغمزني بيده وقال: حتى أرش هذا – كأنه مغضب – قال: قلت: هذا والله العلم قال: إنه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟ قال قلت: وما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، علم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال قلت: إن هذا هو العلم، قال إنه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، قال: قلت: هذا والله العلم قال: إنه لعلم وما هو بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك.
قال: قلت: جعلت فداك فأي شيء العلم؟ قال: ما يحدث بالليل والنهار، الأمر من بعد الأمر، والشيء بعد الشيء، إلى يوم القيامة” الكافي (1/239) اهـ
وإنما سقت الخبر بطوله ليطلع القارئ على هذه الترهات والأباطيل فيزداد بصيرة بالرافضة ودينها. وفي العصر الحاضر يؤكد الخميني هذا المعتقد بمصحف فاطمة حيث يقول وهو يعدد بعض مفاخرهم ومآثرهم (نفخر بمناجاة أئمتنا الشعبانية، ودعاء الحسين بن علي في عرفات والصحيفة السجادية (زبور آل محمد) والصحيفة الفاطمية _ الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء المرضية_ ) اهـ النداء الأخير ص (5) والنداء الأخير هو (الوصية السياسية الإلهية..) للخميني. نعوذ بالله من الضلال والافتراء عليه.
ثالثاً: قضية خلق القرآن:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تعالى تكلم به حقيقة على الوجه اللائق بجلال الله وكماله كما قال سبحانه وتعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) ولكن الرافضة ينفون هذه الحقيقة ويعتقدون بأن القرآن مخلوق كسائر المخلوقات التي خلقها الله تعالى كالسماء والأرض والجبال ونحوها من المخلوقات وهذه العقيدة الفاسدة هي التي حاربها السلف الصالح يوم أظهرها المعتزلة وحملوا الناس عليها بقوة السلطان وثبت فيها قلة من أساطين السنة وعلى رأسهم الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله فإنه ثبت حتى انجلت الغمة وانطفأت الفتنة.
عقد المجلسي في بحار الأنوار باباً بعنوان (باب أن القرآن مخلوق) بحار الأنوار: 92/ 117-121 ، ويقول آية الشيعة محسن الأمين: “قالت الشّيعة والمعتزلة: القرآن مخلوق” أعيان الشّيعة: 1/461 . ويقول أبو جعفر الطوسي (وفي الآية دليل على أن القرآن غير الله، وأن الله هو المحدث له، والقادر عليه، .. وفيها دليل على أن الله قادر عليه وما كان داخلاً تحت القدرة فهو فعل والفعل لا يكون إلا محدثاً ..) التبيان في تفسير القرآن 1/399 تفسير قوله تعالى (نأت بخير منها).
وقد نقلوا عن بعض أئمتهم أن القرآن غير مخلوق لكن حملوا هذه المرويات إما على أنها من باب التقية، وإما أن قول الإمام محمول على نفي الكذب عن القرآن لأن من معاني المخلوق في اللغة القول المكذوب هكذا زعموا وهو اعتذار متهافت.