موقع د. علي بن يحيى الحدادي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:

فقد بلغني عن بعض اصحاب المواشي انهم يتعمدون تجويعها واهمالها في طعامها وشرابها وعلاجها توفيرا للمال . ولا شك ان هذا عمل منكر  فان النفقة على البهائم واجبة شرعا على مالكها فاذا لم يكن قادرا على اطعامها او لم يكن راغبا فيه فليبعها او ليهديها او ليذبحها فياكل اويهدي اويتصدق ان شاء.

اما حبسها حتى تموت فهو منكر عظيم  وهو من اسباب عذاب القبر وعذاب النار والعياذ بالله كما في حديث المراة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تعذب في النار بسبب هرة حبستها حتى ماتت لا هي اطعمتها ولا هي ارسلتها تاكل من خشاش الارض. اي من هوام الأرض كالفئران و غيرها.

فاذا كانت قد عذبت في هرة وهي لا يباح اكلها ولا يقارن نفعها بنفع بهيمة الانعام وليست ملكا لها كما يظهر من الحديث فما حال من يجيع بهائمه التي هي ملكه.

ان تجويع البهائم اثم عظيم يكفي لهلاك العبد ولو لم يكن معه غيره من الذنوب فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما  عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كفى بالمرأ إثما أن يضيع من يقوت رواه النسائي وفي لفظ لمسلم “ان يحبس عمن يملك قوته”. وهذا يشمل كل من تلزمه نفقته من زوجة وولد و ملك يمين ودواب.

فمن كان تحت يده شي من هذه البهائم والدواب فليرحمها وليحسن اليها ولا يعذبها فديننا دين الرحمة والاحسان وايتاء كل ذي حق حقه والله اعلم.

د. علي بن يحيى الحدادي  ١٣ / ٤ / ١٤٣٧ه