العنوان : كيف نصدق الرافضة وهم يتخذون الكذب ديناً؟ (9/9)
إني لأعجب غاية العجب ممن يركض وراء وعود الرافضة وينخدع بأباطيلهم والكذب شعارهم ودثارهم، فما عرف الكذب في أمة ولا ملة كما عرف في الرافضة، ومعلوم أن التقية ركن من أركان إيمانهم والتقية هي الكذب لا غير، إنه الإخبار بخلاف الواقع، و تسمية الكذب تقية كتسمية الخمر مشروباً روحياً وكتسمية الزنا متعة أو لهواً بريئاً، فالأسماء لا تغير من حقائق المسميات شيئاً، وحتى ترى منزلة الكذب عند الشيعة فاقرأ النصوص التالية:
روى الكليني عن أبي جعفر أنه قال (التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له) الكافي 2/ 219 وروى أيضاً عن ابي عبد الله أنه قال : إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له) الكافي 2/217 ونسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد لا رأس له) تفسير العسكري ص 320 ورووا عن الباقر أنه قال (خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانية) الكافي 2/220 إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي تقرر الكذب وتحث عليه وتجعله ركنا أساساً من أركان الإيمان لا يتم إلا به، وفي مروياتهم عن أئمتهم الكذب في التعامل مع السنة والكذب في التعامل فيما بينهم أنفسهم، والكذب في الفتوى حيث لا خوف على نفس ولا عرض، والكذب في كل شيء قال الخميني (ثم إنه لا يتوقف جواز هذه التقية بل وجوبها على الخوف على نفسه أو غيره بل الظاهر أن المصالح النوعية صارت سبباً لإيجاب التقية فتجب التقية وكتمان السر لو كان مأموناً وغير خائف على نفسه) كتاب الرسائل (2/201) .
والمقصود هنا أنه إذا كانت الرافضة تدين بالتقية وتؤمن بها فكيف يمكن أن نقبل دعوتهم إلى التقارب ونسيان الخلافات التاريخية بينهم وبين الرافضة، كيف نثق فيما يزعمونه من إظهار الصفاء والمودة و سلامة القصد ودينهم أساساً يقوم على الكذب والخداع. إن العاقل لا يمكن أن يثق بقوم هذا شأنهم أبداً. وصدق موسى جار الله حيث يقول (إذا تقررت التقية أدباً دينياً فقلب كل شيعي في غلاف التشيع يكون مستوراً وراء التقية، لا يبقى لقوله قيمة، ولا يبقى لعمله صدق ولا لوعده وعهده وفاء) الوشيعة في نقد عقائد الشيعة ص (174) .
وفي الختام يتبين من هذا العرض الموجز لأبرز الاختلافات بين عقائد الرافضة وعقيدة أهل السنة أن الاختلاف بعيد بعيد، وأن الدعوة إلى التقارب من أبعد المستحيلات وما أدق ما قاله أحد علماء الرافضة في تصوير البعد بين الفريقين حيث يقول (إن مذهب الإمامية ومذهب أهل السنة عينان تجريان إلى مختلف الجهات وإلى القيامة تجريان هكذا متباعدتين لا يمكن اجتماعهما أبداً) مصباح الظلام 41-42 .
ومما يزيد استحالة التقارب أن كثيراً من دعاة التقارب في الوقت الذي يدعون فيه إلى التقارب نجدهم يعلنون في محاضراتهم ويقررون في مؤلفاتهم عامة مسائل الخلاف الأصلية، فأي تقارب هذا؟.
ذكر محب الدين الخطيب في “خطوطه العريضة” أن الرافضة فتحوا مراكز التقريب في بلاد أهل السنة ولكنها لم تفتح مركزاً واحداً لأهل السنة في بلادها فأي تقارب هذا؟
وذكر أيضاً أن بعض مراكز نشر الرفض أصدر في أوج نشاط الدعوة إلى التقارب كتاب (الزهراء) الذي اتهموا فيه الفاروق بالشذوذ الجنسي والعياذ بالله!!. وهكذا نجد اليوم أيضاً بعض أشهر دعاة التقارب يصرح بلعن خالد بن الوليد رضي الله عنه وآخر يصرح بلعن معاوية رضي الله عنه فأي تقارب هذا؟!.
إن حقيقة ما نراه من دعوى التقارب والجهود المبذولة في سبيله ما هو إلا سعي حثيث لخلخلة العقيدة في قلوب أهل السنة، ونشر عقائد الرافضة وبثها في المجتمعات الإسلامية السنية. وما لم يجتهد أهل الحق في نشر السنة وبيان ما يخالفها بالحجة والبرهان فإنهم سيفسدون كثيراً، فإن البلاد الإسلامية كانت أولاً على السنة في عصورها الأولى يوم فتحها الصحابة وما انتشرت فيها العقائد الباطلة إلا بسبب غفلة أهل الحق وتكاسلهم ونشاط دعاة الرفض والتصوف وغيرهم من دعاة الفرق الهالكة فغيروا كثيراً وأفسدوا فساداً كبيراً. والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
www.haddady.com