العنوان : فضل الحج والحث على المبادرة به
الخطبــة الاولــى
أما بعد :
فإن الحج إلى البيت الحرام من أفضل العبادات وأجل القربات جعله الله ركنا من أركان دينه وفرضه عليهم في العمر مرة واحدة وندبهم إلى الزيادة والاستكثار بعد ذلك .
قال تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )
أي يجب على الناس حج البيت من كان مستطيعا منهم ببدنه وماله يجد الزاد والراحلة .
ثم نبه عباده إلى أنه إنما شرع الحج لمصلحة العباد أنفسهم فإن الله لا تنفعه طاعة طائع كما لا تضره معصية عاص ولذا قال سبحانه ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ).
أيها المسلمون :
إن الحج من أفضل القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه فإنه من أسباب دخول الجنات وتكفير السيئات
قال صلى الله عليه وسلم ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) خ م
وقال صلى الله عليه وسلم ( من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) خ م
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل فقال ( إيمان بالله ورسوله قيل ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم أي قال حج مبرور ) .خ م
وقال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص ( أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله ) . مسلم
ولما استأذنت عائشة رسول الله في الجهاد قال لها لا . لكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور . أخرجه البخاري.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة
رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم . رواه ابن ماجه
ومن مات في إحرامه بعثه الله يوم القيامة ملبياً فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينا رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فأقعصته _أي فقتلته في الحال_ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه بثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً . رواه البخاري ومسلم .
فهنيئاً لمن حج البيت واعتمر مخلصاً لله نيته مقتفياً هدي النبي وسنته قد طهر حجه من الرفث والفسوق . و من الجدال السيئ المذموم فرجع بذنب مغفور وحج مبرور وسعي مشكور وتجارة لا تبور.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبــة الثانيــة
أما بعد :
فإن الله قد فرض على عباده أن يحجوا بيته الحرام في العمر مرة واحدة كما قال صلى الله عليه وسلم الحج مرة فمن زاد فهو تطوع . وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده فإن الحج فيه مشقة بالغة ولا سيما لمن كان يسكن في البلاد البعيدة .
فمن توفرت فيه شروط الوجوب فعليه أن يبادر إليه ولا يؤخره من غير عذر قال صلى الله عليه وسلم ( تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ) أخرجه أحمد من حديث ابن عباس .
ومن أراد أن يحج نافلة فعليه أن يلتزم بالأنظمة التي وضعتها الدولة وفقها الله مراعاة للمصلحة العامة . فإنه يترتب على كثرة الحجاج وزيادة أعدادهم من المشقة والعنت ما قد يصل معه الأمر إلى ذهاب بعض الأرواح.
فإن الدولة وفقها الله لم تأل جهدا ولم تدخر وسعا في تذليل كل العقبات وبذل الغالي والنفيس في سبيل راحة الحجاج وأمنهم وطمأنينتهم ومن تلك التدابير الإلزام باستخراج التصاريح مراعاة لما فيه الصالح العام .
اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين ، اللهم عليكم بأهل الفتنة والفساد والزيغ والعناد ممن يحاربون دينك وبيتك وشعائر دينك .
اللهم احفظ بلادنا من عبث العابثين وكيد الكائدين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك .
اللهم انصر جنودنا الذين يقاتلون في سبيلك لإعلاء كلمتك وحفظ هذا البلد بلد التوحيد والسنة ، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً يارب العالمين .
اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا , اللهم وفق إمامنا وولي عهده والنائب الثاني لما تحب وترضى اللهم استخدمهم في طاعتك وجنبهم معصيتك ووفقهم لكل ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ورب العالمين .