جديد الإعلانات :

العنوان : شكر النعم – نعمة الاجتماع على الولاية في السعودية.

عدد الزيارات : 2112

أما بعد:

فإن الله لكرمه وجوده وسخائه وغناه يغدق على عباده النعم التي لا يقدرون على عدها ويعجزون عن حصرها فهم في كل لحظة من لحظات حياتهم يتقلبون في نعمه والآئه كما قال تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)

هو الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام تفضلا منه ورحمة ولولا الله ما اهتدينا ، وهو الذي أنعم علينا بنعمة التوفيق إلى السنة ولولا فضله علينا لكنا من أهل البدع والضلال الذين يعبدون الله بغير ما شرع، وهاتان أجل النعم وأعظمها نسأل الله المزيد من فضله والثبات على دينه إلى يوم نلقاه. وهو الذي أنعم علينا بنعمة العافية في الابدان والتمتع بالحواس نسمع الأصوات ونبصر الأشياء ونتكلم متى نشاء ونتحرك حيث نشاء وهو الذي أنعم علينا بنعمة المال الذي به قيام حياتنا ومعاشنا من طعام وشراب وسكن ونكاح ودواء

وهو الذي أنعم علينا بنعمة الأمن ننام ونسافر ونعبد ربنا أمنين مطمئنين على أنفسنا وأهلينا وأموالنا ..

عباد الله إن هذه النعم التي تفضل الله بها علينا لرحمته الواسعة وكرمه السابغ تحتاج منا أن نقابلها بالشكر لأن الله أمرنا أن نشكره فقال تعالى (واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) وقال تعالى (واشكروا لي ولا تكفرون) وقال تعالى(واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) وقال تعالى (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).

وأثنى على خواص عباده بالشكر فقال عن نوح عليه السلام (إنه كان عبدا شكورا) وقال عن إبراهيم عليه السلام (شاكرا لأنعمه) ولما قام النبي صلى الله عليه وسلم في الليل حتى تفطرت قدماه قيل له اليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال (افلا أكون عبدا شكورا).

والشكر يكون بالقلب بالاعتراف بها والإيمان بها أي أنها من عند الله هو المتفضل بها علينا قال تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) وذم الله تعالى من ينسب نعمه إلى غيره فقال (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) ومن إنكارها نسبتها إلى غيره سبحانه.

ويكون الشكر ايضا باللسان بالتحدث بها وإظهارها كما قال تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)

ويكون الشكر بالجوارح أي بالعمل بطاعته واجتناب معصيته قال تعالى (اعملوا آل داود شكرا).

فمن شكر الله على نعمه كافأه الله بقرارها وزيادتها قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).

ومن كفرها عاقبه الله بمحق بركتها وسلبه إياها قال تعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون). وقال تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه)  فسلبه الله العلم والانتفاع به لما انتكس ورجع على عقبيه لا يعمل بعلمه والعياذ بالله.

فتعرفوا نعمة الله عليكم واشكروه عليها بطاعته ولاتكفروها بمعصيته. فالسعيد من شكر والشقي من كفر .

اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا اذنب استغفر اقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

أما بعد:

فإن إذ نتحدث عن النعم وعن وجوب شكرها فإننا نذكر أنفسنا بما نحن فيه من نعمة الأمن واجتماع الكلمة في هذا الوقت العصيب الذي تفجرت فيه الفتن تفجر البراكين وتساقطت على الناس تساقط المطر واشتعلت في البلاد اشتعال النار في الهشيم، نزاعات عظيمة بين الشعوب وحكامها أنتجت الفوضى والاضطرابات وذهاب الأمن وحلول الخوف وتعطل الاقتصاد والقتل والتشريد والنهب والسلب وغير ذلك من صور الفساد. وأنتم بحمد الله وفضله تعيشون في ألفة ومودة مع ولاة أمركم تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم، تدينون لهم بالطاعة ويدينون لكم بالحرص على مصالحكم ورعاية شؤونكم. وكان يوم عودة خادم الحرمين الشريفين بفضل الله يوما مشهودا تجلت فيه هذه الصورة الفريدة صورة قوة الرابطة بين الحاكم والمحكوم

أيها الإخوة إنها نعمة عظيمة من نعم الله علينا فلنقم بشكرها ولنحذر غاية الحذر من كفرانها. وإن من شكرها محبةَ ولاة أمرنا ودعاءنا لهم وبذلَ النصح لهم، والحذرَ من القنوات والدعوات التي تدعو تصريحا أو تلميحا إلى إحياء الفتنة والسعي فيها والتحريض عليها نسال الله أن يخيب سعيهم وأن يرد كيدهم في نحورهم وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم. اللهم أمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم لك الحمد على أن أعدت إلينا خادم الحرمين الشريفين في صحة وعافيه اللهم أطل عمره في طاعتك ونصرة دينك ورعاية أبنائه ووطنه خاصة ونفع أهل الإسلام عامة يا رب العالمين. اللهم وفق ولي عهده والنائب الثاني لمرضاتك واسبغ عليهم ثياب الصحة والعافية يا أرحم الراحمين.

اللهم اصلح احوال المسلمين في كل مكان اللهم احقن الدماء في ليبيا وارفع عنهم ما هم فيه من الفتنة والمحنة يا سميع الدعاء.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروا له على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *