العنوان : …أنا وكافل اليتيم
9- عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا” وقال بإصبعيه السبابة والوسطى. أخرجه البخاري.
راوي الحديث:
سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس له ولأبيه صحبة مشهور مات سنة ثمان وثمانين وقيل بعدها وقد جاز المائة ع
معاني المفردات:
كافل اليتيم: القائم بأمره المربي له.
هكذا: أي كما أنه ليس بين السبابة والوسطى أصبع فكذلك ليس بين درجة الكافل ودرجة النبي صلى الله عليه وسلم درجة.
اليتيم: من فقد أباه قبل أن يبلغ ، واليُتْم في الدواب فقد الأم. وجمع اليتيم أيتام ويتامى.
السبابة: الأصبع التي تلي الإبهام، تسمى السبابة لأنها يشار بها في السب، وتسمى المسبحة لأنها يشار بها في التوحيد.
الوسطى: التي بين السبابة والبِنصِر.
المعنى الإجمالي للحديث:
يحث النبي صلى الله عليه وسلم على كفالة اليتيم ورعايته برحمته والإنفاق عليه وتربيته وتعلميه وتأديبه، ويعد من يفعل ذلك أن تكون منزلته يوم القيامة قريبة من النبي صلى الله عليه وسلم.
ما يستفاد من الحديث:
- إذا فقد الطفل _ والطفلة من باب أولى _ أباه فقدْ فقدَ الركن الشديد الذي يأوي إليه، وينفق عليه، ويرعاه ويؤدبه ويربيه، فيكون عرضة للظلم والعدوان، وللضياع والإهمال ، فحث النبي صلى الله عليه وسلم على كفالة اليتيم لسد هذا النقص الكبير.
- كفالة اليتيم لا تقتصر على الإنفاق عليه ، ولكنها تشمل أيضاً تربيته وتعليمه وتقويم أخلاقه وسلوكه، وحمايته من الظلم والعدوان، ورحمته والعطف عليه.
- لا يشترط في اليتيم أن يكون قريباً للكافل بل سواء كان قريباً أو أجنبياً عنه ففي الرواية الأخرى : ” أنا وكافل اليتيم له أو لغيره” .
- يدخل في هذا الفضل المرأة إذا مات زوجها ولها أولاد صغار فقامت بكفالتهم وتربيتهم والإنفاق عليهم حتى يكبروا.
- من فضائل كفالة اليتيم لين القلب وشفاؤه من القسوة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكى إلى النبى صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: “أطعم المسكين وامسح رأس اليتيم ” رواه أحمد وحسنه ابن حجر والألباني.
- جاء الوعيد الشديد على أكل مال اليتيم بغير حق فقال تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا). والله أعلم.
- استنبط بعض أهل العلم أن الحكمة في فوز كافل اليتيم بهذا الفضل أنه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أمة جاهلة فرباها وعلمها وهداها لما يصلحها ناسب أن يكون من رعى اليتيم فرباه ورعاه وعلمه وأدبه في منزلة قريبة من منزلة النبي صلى الله عليه وسلم.