العنوان : خطبة عيد الفطر 1438 الحث على لزوم الجماعة والتحذير من جماعة الإخوان
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساء لون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
أما بعد:
فإن الله تعالى أمر المسلمين بالاجتماع وحذرهم من الفرقة والاختلاف. أمرهم بالاجتماع على الكتاب والسنة والالتزام بما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فقال تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ًولا تفرقوا) وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) الحديث.
وحبل الله الذي أُمرنا بالاعتصام به هو دينه الذي أكمله وأتمه ورضيه لنا دينا كما قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). وهو إخلاص العبادة له وحده وإخلاص المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وقال تعالى (فاعبد الله مخلصاً له الدين) وقال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) وحبل الله تعالى أيضاً هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان لذا أثنى الله عليهم وأثنى على من أحسن في اتباعهم وسلك مسلكهم واقتفى أثرهم ولم يشاقِّهم ولم يخالف سبيلهم فقال تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) وقال تعالى (والذين جاؤوا من بعدهم _أي بعد المهاجرين والأنصار ممن اتبعهم إلى قيام الساعة_ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إِنَّ بني إسرائيل تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً»، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» رواه الترمذي.
فمن تمسك بالكتاب وبالسنة وبما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فليبشر بالهداية في الدنيا والسعادة في الآخرة قال تعالى (فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى) جعلني الله وإياكم منهم إنه سميع الدعاء. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله:
ومن أعظم أنواع الاجتماع الذي أمر الله به الاجتماع على ولي الأمر بالسمع والطاعة له في المعروف والوفاء له بالعهد والبيعة كما امر الله بذلك ورسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وقال صلى الله عليه وسلم (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة) وقال صلى الله عليه وسلم (اسمعوا وأطيعوا) وقال صلى الله عليه وسلم (من يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني).
إخوة الإسلام:
إنه إذا لزمت الرعية السمع والطاعة لولاة أمرها واستعصمت بأمر جماعتها أثابها الله الأمن والسكينة والطمأنينة فحفظ لهم دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وعمر ديارهم وأسواقهم، ويسر لهم أسفارهم وأرزاقهم، وكبت عدوهم، وهيأ لهم القيام بشرائع الدين كالجمعة والجماعة والأعياد وهيأ لهم إقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقمَعَ أهل البغي والظلم والفساد.
وذلك أنه لا صلاح لأمر الناس إلا بوجود ولي الأمر الذي يجتمعون عليه ويسمعون ويطيعون له فوجوده نعمة عظيمة وفقده مصيبة جسيمة. ولو كان فاسقاً ظالماً، لأن البلاد إذ خلت عن نعمة الولاية استباح الناس دماء بعضهم بعضا وأعراضَ بعضهم بعضاً وأموالَ بعضهم بعضاً، وفسدت أحوالهم في الدين والدنيا والعياذ بالله. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله:
إننا نحمد الله تعالى على ما منّ به على هذه البلاد من نعمة الاستقرار السياسي، وما الانتقال السلس في ولاية العهد الذي تم بتوفيق الله للأمير محمد بن سلمان حفظه الله إلا نموذج لهذا الاستقرار، ايها الإخوة في الله: إن مثل هذه التحولات في المناصب الكبرى قد تكلف بعض الدول ألوف الأرواح وسيلاً من الدماء ومئات القتلى وألوف الحالات من الاعتقالات والإعدامات حتى تعود الأمور إلى نصابها إن عادت، فالحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة البيعة الشرعية، والحمد على نعمة الألفة والمودة، أدام الله على هذه البلاد أمنها واستقرارها إنه سميع مجيب.
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واشكروه على نعمة الهداية للإسلام ونعمة الهداية للسنة ونعمة الاجتماع على ولاية راشدة حكيمة مباركة تقودنا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقيم الحدود وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحارب الشرك والبدع والخرافة وتنصر التوحيد والسنة فكان من ثمرات هذه السيرة الحميدة والسياسة الشرعية الحكيمة ما نتقلب فيه من النعم الدينية والدنيوية من أمن في البلاد والفة في القلوب ووحدة في الصفوف ورغد في العيش. وإنها لنعم عظيمة يجب أن تذكر وتشكر حتى تثبت وتبقى وتدوم كما قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) وإن من أعظم كفران هذه النعمة شق عصا الجماعة وتفريق كلمتها بالانتماء إلى الجماعات المنحرفة عن عقيدة السلف الصالح، التي تخرج أتباعها من نور السنة والحق إلى ظلمات البدعة والباطل، ومن سعة السنة إلى ضيق الانتماء الحزبي. وعلى رأس هذه الجماعات جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها دولتنا وفقها الله تنظيماً إرهابياً محظوراً والتي حذر منها كبار علماء المسلمين من هيئة كبار العلماء ومن اللجنة الدائمة للإفتاء ومن غيرهم.
تأتي هذه الجماعة في مقدمة الجماعات الخطرة على وحدة المجتمع وأمنه وعقيدته وسلامته لأنها تربي من ينضم لها من أبنائنا وبناتنا على تكفير ولاة أمرهم وتكفير علمائهم وتكفير رجال أمنهم وتكفير آبائهم وأمهاتهم وتنزع ولاءهم وانتماءهم من ولاة امرهم وأوطانهم إلى حزبهم وتنظيمهم فقط.
ولأنها تشجعهم وتدربهم على الثورات وإثارة الفتن والخروج على دولتهم، وهذا كله واضح ظاهر في فكر الجماعة المكتوب، وواقعها المشاهد الملموس، وما الثورات التي دمرت البلاد العربية بخافية عليكم. فإن الذين فرحوا بها وشجعوا عليها ورأوا فيها الخلافة بأعينهم، ورأوا في ميادين اعتصاماتها جبريل ومحمداً صلى الله عليه وسلم _ كما زعموا _ و الذين خطبوا لها وأفتوا بها إنما هم رموز الإخوان المسلمين.
ولأنها جماعة لا قيمة عندها لحرمات المسلمين في سبيل تحقيق أهدافها وبناء خلافتها المزعومة لذلك تسلك مسلك الاغتيالات والتفجيرات حتى في بلاد الحرمين الشريفين بل في الحرمين الشريفين إذا اقتضت مصلحتهم الحزبية ذلك والعياذ بالله. وما حادثة الليلة الفائتة عنكم ببعيد فلولا أن الله يسر مباغتة الفئة الباغية بل الخارجية بل الباطنية القرمطية لفجرت في المصلين في المسجد الحرام، و السؤال ما هدفها من التفجير في المصلين في شهر رمضان في العشر الأواخر في البيت الحرام؟ إنه إن لم يكن من باب تكفير المصلين واستحلال دمائهم فهو من باب العداوة لدولة التوحيد وإظهارها في مظهر العاجز عن حماية الحرمين ليسجلوا دعاية إعلامية يشوهون بها سمعتها ، نعم يستحلون حرمة البيت وحرمة الأنفس المعصومة لهذا الهدف الخسيس الدنيء، ولكن الله فضحهم وأخزاهم وقطع دابرهم والحمد لله رب العالمين.
فالحذر الحذر من هذه الجماعة والحذر الحذر من تشكيكها للمجتمع فيما تتخذه الدولة من القرارات من سلم ومحاربة. وحلف ومقاطعة، وتعيين وإعفاء. وغير ذلك من القرارات، فهم بذلك التشكيك إنما يريدون شرخ العلاقة بين الراعي والرعية أخزاهم الله وخيب مساعيهم.
والذي ندين الله به ونجزم به أن هذه الدولة من أحرص الدول على كل ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وعز الإسلام والمسلمين والخير للإسلام والمسلمين. فلا مجال للتشكيك في مواقفها وقراراتها وفقها الله وأيدها لا سيما وكبار العلماء يزكون هذه المواقف ويشهدون لها ويثنون عليها بها.
فالزموا جماعة المسلمين واستمسكوا بعقد بيعتكم لولي أمركم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وفقهم الله وأيدهم ، وكونوا مع كبار العلماء الراسخين في العلم المعروفين بلزوم الكتاب والسنة والنصح للمسلمين عامتهم وخاصتهم واحذروا أهل الفتن والبدع والثورات والخروج فإنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم أضلوه وأضاعوه وأهلكوه وقذفوه فيها والعياذ بالله.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا بتوفيق وأيده بتأييدك وشد أزره بولي عهده وأحسن لهم البطانة يا رب العالمين.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وتجاوز عن ذنوبنا وزلاتنا اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه ورحمته فغفرت له زللـه وإجرامه اللهم إنا نسألك الفوز بجناتك والنجاة من نيرانك ، اللهم أعد علينا شهر رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ولا تجعله آخر العهد منه يا رب العالمين.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله صحبه أجمعين.
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
سددكم الله ووفقكم وبارك فيكم وفي علمكم
جزاكم الله خير الجزاء و بارك الله فيكم وفي جهودكم وعلمكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير شيخنا الحبيب .
ونفع بك الاسلام والمسلمين
شيخ علي هل من إضافة عن حادثة الحرم المكي ؟
جزاك الله خيرا يا شيخ علي الحدادي وبارك فيك ونفع بعلمك
وقد استفدت من خطبتك
بارك الله فيك وزادك الله علما ونفع بك يا شيخنا الحبيب
ان كانت الخطبة سجلت صوتيا كانت خيرا وجزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا