جديد الإعلانات :

العنوان : حكم اختلاق المنامات والرؤى لدعوة الناس إلى الخير

عدد الزيارات : 1860

كنت أتابع حلقة إفتاء لأحد أعضاء اللجنة الدائمة فورد سؤال من فتاة مفاده أن لها أخاً لا يصلي فأرادت نصيحته فأخبرته بأنها رأته في المنام في حال سيئة وأن سبب ذلك تهاونه في شأن الصلاة _ وهي لم تر شيئاً أصلاً_ فتأثر بما قالت له وتسأل عن حكم ما فعلت؟
فأجابها بما خلاصته بأن عملها لا شيء فيه بل هو أسلوب دعوي، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رخص في الكذب للإصلاح بين المخلوق والمخلوق فالكذب للإصلاح بين المخلوق والخالق أولى أي بالرخصة والإباحة إلى آخر ما قال..
قلت:
هذه الفتوى باطلة لمصادمتها لقوله صلى الله عليه وسلم « من تحلم بحلم لم يره ، كلف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ..” الحديث أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس.
وقد جاءت الشريعة بتحريم الكذب والأمر بلزوم الصدق، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « إن الصدق يهدى إلى البر ، وإن البر يهدى إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا ».
وجاءت الشريعة أيضاً بتحريم الكذب مزحاً فعن معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له » رواه أبو داود والترمذي وقال هذا حديث حسن.
وإذا تقرر تحريم الكذب فقد رخص فيه في ثلاث حالات فعن أم كلثوم بنت عقبة قالت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « لا أعده كاذباً الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح والرجل يقول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها ». مسلم وأبو داود واللفظ له.
وبعد كتابة ما تقدم اطلعت على فتوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله حول الموضوع نفسه وأنقل للقارئ نص السؤال والجواب تتميماً للفائدة:
س: لي جد رحمه الله توفي قبل شهر ، وأحبه كثيرا ، وأحب أبناءه في الله ، ولكن عندهم (دش) وقبل فترة جاءني أحد أبنائه وقلت له : لقد حلمت بوالدك ، ويسلم عليك ، ويقول : شيل الدش من فوق البيت ، فذهب أبناؤه وكسروا الدش إلى قطع صغيرة ، محبة في والدهم ، وحلفوا لن يدخل هذا الجهاز منزلهم مرة أخرى ، فلقد كذبت أنا بهذا الحلم ، ولكني لا أريد لهم شرا ، فماذا علي؟
ج : الكذب في الحلم محرم ، وجاء فيه من الوعيد ما فيه مزدجر ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال. من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل رواه البخاري . فالواجب عليك : التوبة والاستغفار عما بدر منك ، ويجب عليك في المستقبل إذا أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر : أن تسلك الطرق الشرعية ، وأن تلتزم بالصدق والأمانة ، نسأل الله لك الهداية والتوفيق . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . مجموع فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (26/58)السؤال الأول من الفتوى رقم (20517) [عن برنامج المكتبة الشاملة].
نسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص والإحسان في أقوالنا وأفعالنا الظاهرة والباطنة إنه جواد كريم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *