جديد الإعلانات :

العنوان : حقائق موجزة عن الدولة الفاطمية العبيدية

عدد الزيارات : 2580

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد:

اتقوا الله عباد الله واعلموا أن الأمة الإسلامية تعيش مرحلة حرجة في تاريخها تفرق في الكلمة وضعف في القوة وفقر في المال وهوان على الناس وتسلط العدو عليها حتى غزاها في قعر دارها وتدخل في شؤونها.

هذا شيء من الواقع المؤلم الذي تعيشه أمتنا وهي أمة الإسلام التي من الله عليها بنبيه خير الأنبياء وبكتابه خير الكتب وبدين الإسلام خير الدين وأكمل الشرائع وأتمها.

لقد وعدت هذه الأمة بالعزة والرفعة والتمكين فما بالها اليوم على الضد من ذلك؟

إن وعد الله لا خلف فيه وحديثه لا كذب فيه إذن أين مكمن الخلل؟؟

إن الخلل في المسلمين أنفسهم، فما جرى عليهم ما جرى من المصائب والرزايا إلا بسبب من عند أنفسهم قال تعالى {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (165) سورة آل عمرا ن {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (30) سورة الشورى

إن الخلل هو في البعد عن تعاليم الشريعة الإسلامية اعتقاداً وعبادة وأخلاقاً فرط كثير من المسلمين في التوحيد الذي هو أصل الدين وأساسه فقامت المشاهد والأضرحة على القبور تدعى من دون الله ويستغاث بها ويذبح لها ويلجأ إليها في كشف الضر.

قامت جامعات و معاهد ومدراس على تعطيل أسماء الله وصفاته وتأويلها بغير حق.

انتشرت الطرق التي ما أنزل الله بها من سلطان فصار أتباع طريقة لهم طقوس وعبادات يتقربون بها إلى الله بزعمهم بغير هدى من الله ولا كتاب منير.

ضعف سلطان معتقد السلف على كثير من النفوس فتخوضوا في البدع والمحدثات حتى إذا أنكرت عليهم غضب لها من غضب ورمي دعاة السنة بكل وصف منفر عنهم وأوذوا وامتحنوا امتحاناً عظيماً.

طغى سلطان الدنيا على كثير من النفوس فاتبعت الشهوات وصار كثير من الناس لا يبالي أأكل من حلال أم حرام.

ضعف الوازع الديني فشاعت في المجتمعات الإسلامية كثير من المنكرات كالتبرج والسفور والاختلاط والفواحش وشرب الخمور إلا من عصم الله.

أخلد كثير من المسلم إلى العجز والكسل فصاروا عالة على اليهود والنصارى والوثنين في النظم والعسكرية والصناعة والتجارة وغيرها مما لا تقوم مصالح الحياة إلا به.

إخوة الإسلام هذه بعض الأسباب التي أدت إلى تخلف الأمة الإسلامية في هذا العصر وذلها وهوانها.

وإذا عرف الداء معرفة حقيقة على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سهل معرفة الدواء ولا شك أن العلاج الوحيد هو في العودة إلى ما ترك الناس من دينهم من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف الصالح رضوان الله عليهم مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) أخرجه أبو دواد وغيره.

وإن مما ابتليت به الأمة الإسلامية أئمة مضلون يلبسون الحق بالباطل ويموهون على من لا علم عنده بزخرف من القول فما لم يرد على باطلهم ويجلى للناس عوار ما قالوه فسينطلي ذلك الباطل على كثير من المسلمين ولهذا كان أكثر ما يخافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته هذا الصنف من الناس الذي يقرر الباطل مظهر الحق والحرص على مصلحة المسلمين قال صلى الله عليه وسلم (أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون).

أيها الإخوة لقد تكلم بعض أئمة الضلال في العصر عن مشكلات العالم الإسلامي ثم صرح بأن الحل لها هو في إحياء منهج الدولة الفاطمية. وتبني نظامها وبذلك يقضى على مشاكل الأمة وتعود إلى عزتها وهيبتها. وهذا من أعظم التلبيس على الناس وحتى يعرف خطر هذه الكلمة فإليكم نبذة مختصرة عن الدولة الفاطمية حتى تعرف الحقيقة التي يريد الوصول إليها هذا الضال المضل.

أولاً: ينبغي أن يعلم أنهم ينتسبون إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنها كذباً ودجلاً فليس لهم نسب صحيح معروف بل كان جدهم يهودي يقال له سعيد القداح، وكتب علماء بغداد وثيقة وقع عليها جمع كبير منهم بتكذيب نسبتهم إلى بيت النبوة.

ثانياً: الدولة العبيدية التي تعرف بالفاطمية دولة كفرها علماء المسلمين في زمانهم وبعد زمانهم إلى يومنا قال القاضي عياض (أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عبيد حالُ المرتدين والزنادقة لما أظهروا من خلاف الشريعة).

وقال الذهبي (عبيد الله أبو محمد أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الفاطمية الذين قلبوا الإسلام وأعلنوا بالرفض وأبطنوا مذهب الإسماعيلية ).

وأظهر ثاني خلفائهم وهو القائم أظهر سب الأنبياء والعياذ بالله. وكان يأمر مناديه فينادي العنوا الغار وما حوى والعياذ بالله وأباد عدداً كبيراً من العلماء وكان يأمر بحرق المساجد والمصاحف.

ومن خلفائهم الحاكم بأمره المعرف بالحاكم بأمر الله قال الذهبي عنه الإسماعيلي الزنديق المدعي للربوبية . ومن أخباره أنه أمر بسب الصحابة وكتب ذلك على أبواب المساجد وفي الشوارع. وحرم على الرعية بعض المآكل والمشارب المباحة كالملوخية والسمك وقتل من خالف أمره. وحرم بيع الرطب والعنب. ثم هدم الكناس وشدد على النصارى حتى أسلم بعضهم ثم بعد مدة أمر من أسلم من النصارى بالتنصر وبنى ما هدم من الكنائس. وأمر العلماء بإظهار الشريعة الإسلامية فاجتمع عدد كبير منهم ثم ذبحهم. وأمر الناس بالسجود إذا ذكر اسمه ثم منع من ذلك.

وكان يمشي في الأسواق ومعه خادم له ضخم الجثة فإذا غضب على أحد في السوق أمر الخادم بأن يفعل فيه الفاحشة في السوق عقوبة له.

وقد لقي منهم المسلمون محناً عظيمة حتى قال أبو الحسن القابسي: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف في دار النحر في العذاب من عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت).

وقد شجعوا الباطنية والرافضة في الجزيرة العربية وبلاد الشام إضافة إلى محل ملكهم في المغرب وشمال أفريقية ومصر فنال منهم المسلمون أذى كبيراً.

فهذه بعض مخازيهم وليس المقام مقام تفصيل وفي هذا القدر كفاية والله نسأل أن يحمي بلاد المسلمين من كل مكروه.

أقول هذا القول وأستغفر الله …

أما بعد:

من خلال هذا العرض الموجز نعلم أن الدعوة إلى إحياء منهاج الدولة العبيدية واعتبارها النموذج الأفضل والحل الأسلم لمشكلات العالم الإسلامي إنما هي دعوة إلى إحياء الكفر والوثنية وسب الأنبياء والصحابة وإبطال الشريعة الإسلامية واستحلال الفروج وغير ذلك من الدواهي والمصائب العظام.

نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يكفينا شر كل ذي شر إنه قوي عزيز.

ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم… الخ

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *