العنوان : يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته
عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الغداة : يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة؟ فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة.
قال بلال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي”. رواه البخاري، ومسلم .
معاني المفردات:
بأرجى عمل: الرجاء: التوقع والأمل، والمعنى أي الأعمال تتوقع أنه خير أعمالك في الإسلام.
سمعت خشف نعليك: أي في المنام ، الخشْفة بالسكون : الحس والحركة. وقيل هو الصوت . والخشَفة بالتحريك : الحركة، وقيل هما بمعنى . وفي رواية (دف نعليك) بفتح الدال أي حركة نعليك.
لم أتطهر طهوراً: أي لم أتوضأ وضوءاً.
من فوائد الحديث:
1- فضل بلال رضي الله عنه حيث بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. وكان بلال أحد السابقين إلى الإسلام عذب وأوذي فصبر واحتسب وكان أحد مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موته لم يؤذن لأحد وخرج إلى الشام مجاهداً حتى لحق بربه جل وعز سنة ثمان عشرة للهجرة والقصة التي فيها انه رجع إلى المدينة ومرغ وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأذن فارتجت المدينة بالبكاء قصة باطلة غير صحيحة قال ابن حجر (هي قصة بينة الوضع) [لسان الميزان 1/107]
2- رؤيا الأنبياء حق، لأنها وحي من الله تعالى، ورؤيا غير الأنبياء ولو كانت حقاً فليست وحياً ولا يبنى عليها تشريع لا تحريم ولا إيجاب ولا استحباب ولا إباحة ولا غير ذلك من الأحكام الشرعية، غير أن الرؤيا الصالحة من المبشرات التي تسر المسلم ولا تغره.
3- فضل صلاة ركعتين بعد الوضوء فإنها ممن أسباب مغفرة الذنوب ودخول الجنة.
4- فضل التطوع بنوافل الطاعة ففيها استكثار من الحسنات ومحو للسيئات ورفعة في الدرجات وجبر ما قد يحصل من النقص في الفرائض.
5- فضل عبادة السر في النوافل، فإن الظاهر أن بلالاً كان يخفي عمله هذا ولذا احتاج النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأله عنه.
6- جواز صلاة ذات السبب في أوقات النهي وفي المسألة خلاف بين أهل العلم.
7- لا يجوز الاجتهاد في توقيت العبادات وربطها بأسباب معينة بل ذلك كله مفتقر إلى دليل شرعي ولعل بلالاً رضي الله عنه كان يصلي بعد الوضوء للأحاديث الواردة في فضل الصلاة عقب الوضوء والله أعلم