العنوان : عليك بكثرة السجود
عن معدان بن أبي طلحة قال لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله تعالى؟
فسكت ، ثم سألته فسكت ، ثم سألته الثالثة فقال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ” عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة” رواه مسلم .
معاني المفردات:
يعني بالسجدة: السجود في الصلاة.
من فوائد الحديث:
1- حرص الصحابة والتابعين على الخير فما أكثر ما كانوا يسألون عما ينفعهم في آخرتهم مما يقربهم من الله ورضوانه ويباعدهم عن أسباب سخطه ونيرانه.
2- فضل الاستكثار من نوافل الصلاة خاصة ونوافل الطاعات عامة وفي الحديث القدسي (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصره به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ..) الحديث. رواه البخاري.
3- فضل السجود فإنه من أحب الأعمال إلى الله لما فيه من إظهار غاية الذل لله تعالى حيث يضع العبد أشرف أعضائه على الأرض لله رب العالمين.
4- لا يجوز لأحد أن يسجد لأحد أو ينحني له، فالسجود حق خالص لله تعالى وقد كان مباحاً في الشرائع السابقة أن يسجد للمخلوق سجود تحية لا سجود عبادة كما حصل من سجود أبوي يوسف عليه السلام وإخوته له حين دخلوا عليه.
5- السجود للأضرحة وقبور الصالحين شرك مخرج من الملة والعياذ بالله.
6- لا يصح السجود إلا بالسجود على الأعضاء السبعة وهي الجبهة والأنف، واليدان، والركبتان والقدمان، فلو وضع كفاً على كف أوقدماً على قدم أو رفع قدمه عن الأرض حتى فرغ من سجوده لم يصح قال صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم.. ) الحديث، لكن يعذر من عجز عن السجود عليها بسبب مرض أو كبر أو نحوهما لقوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم).