العنوان : صلاة في مسجدي هذا
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة (أو كألف صلاة) فيما سواه من المساجد إلا أن يكون المسجد الحرام” رواه مسلم .
معاني المفردات:
في مسجدي هذا : أي المسجد النبوي في المدينة.
خير من ألف صلاة: أي أكثر أجراً وثواباً.
من فوائد الحديث ومسائله:
1- فضل الصلاة في المسجد النبوي حيث تعدل الصلاة فيه ألف صلاة فيما سواه غير المسجد الحرام. وهذا خاص بالمسجد النبوي دون بقية مساجد المدينة، و توسعته داخلة في المضاعفة لأن الزيادة لها حكم المزيد، وقيل الزيادة لا تدخل والصحيح الأول.
2- يشرع للمسلم أن يصلي في المسجد النبوي صلاة الجماعة وكل صلاة تشرع لها الجماعة كالعيدين والاستسقاء والكسوف والتراويح. أما النوافل فالأفضل أن تؤدى في البيوت لحديث زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة) رواه أبو داود.
3- صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد النبوي للأحاديث الدالة على ذلك.
4- مشروعية شد الرحال إلى المسجد النبوي بقصد الصلاة فيه لحديث (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى). ولا يجوز للمسلم أن يسافر إلى المدينة بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يسافر بقصد الصلاة في المسجد وزيارة القبر تكون تابعة لزيارة المسجد، إذ ليس في الإسلام سفر لزيارة قبر أو ضريح أو مشهد، لعدم الدليل على ذلك، ولأنه من الغلو المذموم الذي بمثله هلكت الأمم السابقة والعياذ بالله.
5- مما تشرع زيارته في المدينة لمن كان فيها أو جاءها لغرض مسجد قباء فقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في إتيانه والصلاة فيه، وزيارة مقبرة البقيع وزيارة شهداء أحد للاعتبار وللدعاء لهم. أما قصد المساجد السبعة وبئر عثمان ونحوها فهو بدعة محرمة إذ لا دليل من كتاب ولا سنة على مشروعية زيارة هذه الأماكن.
6- فضل المسجد الحرام فالصلاة فيه بمائة ألف صلاة فيما رواه أحمد وابن حبان عن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اختلف أهل العلم هل المضاعفة في مسجد الكعبة فقط أم المضاعفة تشمل الحرم كله، والأقرب والله أعلم أن المضاعفة تشمل الحرم كله لأن الله عز وجل سمى الحرم كله المسجد الحرام في غير موضع من كتابه الكريم.