العنوان : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال ” السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا” قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد .
فقالوا : كيف تعرف من لم يأت من أمتك بعد؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غُرٌّ مُحَجّلة بين ظَهْرَيْ خيل دُهْم بُهْم ألا يعرف خيله؟ قالوا : بلى يا رسول الله.
قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من آثار الوضوء، وأنا فَرَطُهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم : ألا هلم فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً “. رواه مسلم .
معاني المفردات:
غُر: الغرة البياض الذي في وجه الفرس.
محجلة: التحجيل بياض في قوائم الخيل
بين ظَهْرَيْ خيل دُهْم بُهْم : بين خيل سود خالصة السواد
فرطهم: أي متقدمهم على الحوض.
الحوض: مورد عظيم لنبينا صلى الله عليه وسلم يرده من استقام من أمته.
من فوائد الحديث:
1- مشروعية زيارة المقابر، لكن المشروعية إنما هي للرجال فقط دون النساء لقوله صلى الله عليه وسلم (لعن الله زائرات القبور) وفي لفظ (زوارات القبور).
2- زيارة القبور على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: زيارة الرجل للمقبرة بدون سفر بقصد تذكر الآخرة والاستعداد لها، والدعاء للموتى والاستغفار لهم وهذه هي الزيارة الشرعية.
النوع الثاني: زيارة بدعية:
ومنها السفر لزيارة القبور، لحديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى) متفق عليه.
ومنها زيارة القبور لعبادة الله عندها كمن يقصدها للصلاة عندها أو قراءة القرآن أو الدعاء ونحو ذلك من القربات لحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : “إن من شرار الناس الذين تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد” رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
النوع الثالث: زيارة شركية:
وهي زيارة من يدعو أصحاب القبور ويستغيث بهم، ويذبح لهم وينذر لهم ويعتقد فيهم النفع والضر ويطوف بقبورهم والعياذ بالله قال الله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) وقال تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً).
3- يستفاد من الحديث أن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ولو لحظة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل إخوانه الذين يأتون من بعده ولم يروه فأصحابه الذين أمنوا به ورأوه .
4- مشروعية السلام على أهل القبور من المسلمين بالدعاء الوارد في هذا الحديث أو ما ثبت في غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5- إثبات الحوض لنبينا صلى الله عليه وسلم ولا ينكره إلا أهل البدع.
6- يصد ناس من هذه الأمة عن الحوض إما بسبب الردة وإما بسبب البدع والمحدثات والعياذ بالله.
7- فضل الوضوء فإنه نور معنوي في الدنيا ويكون لأصحابه نوراً حسياً على أعضائهم يوم القيامة.
7- إثبات البعث والنشور للأجساد والأرواح، والإيمان به ركن من أركان الإيمان فمن جحده فقد كفر.
ماشاء الله
بارك الله في الذي فعل هذالفعل الخير النافع لعامة الناس ورفع الله به درجاته ويعفو عنه سيآته
بارك الله في الذي نشر هذا التشريح لحديث النبي
وفعل هذا الفعل الخير لعامةالناس
رفع الله به درجاته وعفا عنه سيآته