العنوان : أن رجلا أصاب من امرأة قبلة
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له قال فنزلت : “أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات”، قال فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ قال: “لمن عمل بها من أمتي” . رواه البخاري، ومسلم .
معاني المفردات:
طرفي النهار: أوله وآخره.
زلفاً من الليل: ساعاته، والزلفة الساعة، و الجزء من الليل قلّ أو كثر.
من فوائد الحديث:
1- سعة فضل الله تعالى حيث جعل الأعمال الصالحة مكفرة للسيئات ما اجتنبت الكبائر.
2- فضل الصلوات الخمس وأثرها في تكفير السيئات.
3- إذا نزلت الآية في حادثة معينة فالعبرة بعموم لفظها لا بخصوص سببها، فقوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) نزلت في شأن الرجل المذكور ولكنها جاءت بلفظ عام شامل فدخل فيها جميع المؤمنين والحمد لله على فضله.
4- كما أن الحسنات يذهبن السيئات فكذلك سيئة الشرك الأصغر محبطة لما خالطها من العمل، فمن صلى ورآى في صلاته أو رآى في قراءته ونحو ذلك حبط ذلك العمل قال الله في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه).
وسيئة الشرك الأكبر محبطة لعمل العبد كله، قال تعالى (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) وقال تعالى (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) ومن الشرك الأكبر دعاء الموتى والاستغاثة بهم، والذبح لهم، ومن موجبات الردة السحر والرضى به، وإتيان العرافين وتصديقهم في ادعائهم علم الغيب.
5- فتنة الرجال بالنساء وفتنة النساء بالرجال فتنة عظيمة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء) رواه مسلم ولذا جاءت الشريعة بالنهي عن أسباب الفتنة فنهيت المرأة عن التبرج و السفور، ونهيت عن السفر بغير محرم، ونهي الرجل أن يصافح المرأة الأجنبية عنه، وأن يخلو بها، وأمر كل منهما بغض البصر، وأمرت المرأة بالقرار في بيتها فلا تخرج إلا لحاجة، وإذا خرجت خرجت بوقار وحشمة لا تتطيب، ولا تخضع بالقول ونحو ذلك من الأحكام التي قصد بها حماية المجتمع الإسلامي من أسباب الفاحشة.
6- على المسلم والمسلمة الحذر من أسباب الفتن ومنها ما يعرض في القنوات وشبكة الانترنت وكثير من وسائل الإعلام من صور الكاسيات العاريات و ما يعرض من الفواحش ومقدماتها فإنها ممرضة للقلوب مفسدة للأخلاق.