العنوان : ثواب من صام الاثنين والخميس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا أو أركوا هذين حتى يصطلحا” رواه مسلم
معاني المفردات :
شحناء : بغضاء على أمر الدنيا
أركوا : من ركاه يركوه إذا أخره والمعنى أخروا هذين .
التعليـــق :
1- ورد في صيام يوم الاثنين والخميس عدة أحاديث صحيحة ، منها حديث عائشة : “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس” أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وصححه ابن حبان وحديث أسامة “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس ، فسألته فقال : إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة.
2- في الحديث بيان سبب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيام الاثنين والخميس وهو عرض أعمال العباد فيهما على الله وفي رواية عند مسلم أنهما يومان تفتح فيهما أبواب الجنة فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ولا تضاد بينهما .
3- لا تعارض بين رفع الأعمال في كل يوم إلى الله كما في حديث يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل وبين عرضها عليه يوم الاثنين والخميس إذ يحتمل أن يرفع إليه كل يوم لكن لا تعرض عليه إلا في الاثنين والخميس ويحتمل غير ذلك من أوجه العلماء حسب ما بينه أهل العلم .
4- ليس معنى العرض أن الله تعالى لا يعلم عمل عباده إلا إذا عرضت عليه فإنه خالق العباد وخالق أعمالهم (والله خلقكم وما تعملون) فهو العليم بكل شيء ولكن من الحكم في ذلك إكرام أوليائه في الملأ الأعلى وخزي أعدائه .
5- حرصت الشريعة الإسلامية على أن تكون العلاقة بين المؤمنين علاقة مودة ومحبة وألفة كما قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة) ونهت عن كل أسباب العداوة والبغضاء والتدابر ومن زجر الله تعالى عن التشاحن والتباغض تأخير المتشاحنين عن المغفرة والعياذ بالله .
6- لا يدخل في الهجر المذموم هجر أهل البدع والأهواء وهجر أهل المعاصي ما دام سبب الهجر قائماً ولو طال أمده فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا خمسين يوماً في ذات الله عز وجل .