تجربة المملكة العربية السعودية في تعزيز منهج الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب | أثر العلم الشرعي في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتماسك المجتمع | العدالة الاجتماعية في ضوء الكتاب والسنة | استقبال شهر رمضان 1446هـ | جهود رجال الأمن ومكانتهم في الإسلام | من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم | جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد تسر كل مؤمن |

العنوان : تجربة المملكة العربية السعودية في تعزيز منهج الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب

عدد الزيارات : 124

تجربة المملكة العربية السعودية في تعزيز منهج الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب

ورقة عمل مقدمة لملتقى:

“خريجي مؤسسات التعليم العالي غير السعوديين في مملكة تايلند”

1445هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فإن للمملكة العربية السعودية تجربةً رائدة في تعزيز منهج الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب، وهي تجربة ضخمة ثرية، فرضت نفسها لتكون تجربة ملهمة تتسابق الأنظمة والمنظمات المعنية إلى استلهامها والاستفادة منها، والإشادة بها، ومن العسير جداً الحديث عن هذه التجربة حديثاً مفصلاً مستوعباً في هذا اللقاء، ولكن سأستعرض شيئاً من تلك التجربة على سبيل الإجمال من خلال ثمانية محاور، لتكون منطلقاً لمن أراد البحث عن التفاصيل:

أولاً: النظام الأساسي للحكم.

لقد نص النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية في مادته الأولى على أن دستورها كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ثم توالت جملة من المواد تؤكد على مكانة الكتاب والسنة والعقيدة فنصت المادة السابعة أن الحكم فيها يستمد سلطته من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ﷺ. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة، ونصت المادة التاسعة على أن أفراد الأسرة يربون على أساس العقيدة الإسلامية، وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله، ولرسوله، ولأولي الأمر، واحترام النظام وتنفيذه، وحب الوطن، والاعتزاز به وبتاريخه المجيد.

ونصت المادة الحادية عشرة على اعتصام المجتمع السعودي بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى، والتكافل فيما بينهم، وعدم تفرقهم. ونصت المادة الثالثة عشرة على أن هدف التعليم غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء، وإكسابهم المعارف والمهارات، وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم، معتزين بتاريخه.

وهذه المواد وغيرها من النظام الأساسي للحكم بكل وضوح عناية المملكة العربية السعودية بالوسطية والاعتدال وسد منافذ الإرهاب، وذلك أن الكتاب والسنة والعقيدة الإسلامية هي ميزان الوسطية والاعتدال فدين الإسلام بصفائه ونقائه وخلوه من البدع هو الوسطية في أبهى صورها، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) وهو الدين الناهي الزاجر عن كل إرهاب غير مشروع، وعدوان غير مبرر ولو بأخذ عود سواك من صاحبه بغير حق.

ثانياً: الفتوى الشرعية

في المملكة العربية السعودية إدارة رسمية معنية بشؤون الفتوى يرأسها سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية.

وقد أطلقت دار الإفتاء مجموعة كبيرة من الفتاوى تحث على التزام الاعتدال والوسطية، وتحذر من الغلو في التكفير، وتحذر من الإرهاب، وتؤكد حرمة الدماء والأموال والأعراض، وحرمة الاعتداء على بغير وجه حق على النفس المعصومة سواء كانت نفس مسلم أو كافر، مجرّمةً في الوقت نفسه كل صور الإرهاب من قتل أو تفجير أو اختطاف طائرات أو بغير ذلك.

كما أكدت في بياناتها وجوب لزوم الجماعة والسمع والطاعة في المعروف، والاعتصام بحبل الله والنهي عن التفرق في الدين.

 نجد هذه المعاني واضحةً في بيان هيئة كبار العلماء في إدانة العدوان على المسجد الحرام عام 1400هـ وبيانها عقب تفجير الخبر، وغيره من الحوادث الإرهابية.

كما أن هيئة كبار العلماء جرّمت بعض الأحزاب والتيارات والتنظيمات وحذرت منها باسمها لقيامها بالتنظير للإرهاب والإفساد في الأرض وممارستها له على الواقع فأهلكت الحرث والنسل.

وهذه المواقف الواضحة الصارمة من الإرهاب، والمقررة والمؤكدة لمنهج الوسطية والاعتدال تمثل الرفض القاطع للطرح النشاز الداعم للأعمال الإرهابية بتجويزها أو التعاطف معها أو تسويغها لكونه طرحاً لا يمثل العقيدة الإسلامية الصحيحة، ولا يمثل المملكة العربية السعودية ولا مؤسسة الفتوى الرسمية فيها بل يمثل أصحاب هذا المسلك إلا أنفسهم والتنظيم الحزبي الذي ينتمون إليه.

ثالثاً: التعليم

لقد عني التعليم في المملكة العربية السعودية بترسيخ قيم الوسطية والاعتدال انطلاقاً مما نص عليه النظام في مادته الثالثة عشرة أن التعليم يهدف إلى غرس قيم العقيدة الإسلامية في نفوس النشء، مع بقية الأهداف السامية المنصوص عليها.

فمقرراتها الدراسية لا سيما المختصة بالمعارف والمفاهيم الدينية والفكرية تدعو الى الاعتدال، ونشر الخير، وإشاعة السلام، تؤكد على حرمة الأنفس والأعراض والأموال، خالية من لغة التحريض والعدوان.

والوزارة تقوم بمراجعة دورية دقيقة للمقررات الدراسية والتأكد من خلوها من أي اختراق قد يقع فيها سهواً أو نحو ذلك وتصحيح ما يتبين لها أنه يحتاج إلى تغيير للأفضل.

كما أن وزارة التعليم تتعاهد أبناءها وبناتها بالبرامج الداعمة للمقرر الدراسي التي ترسخ هذه القيم في المناسبات الوطنية أو الأيام العالمية، وعند وجود بعض المؤشرات التي تستدعي مزيداً من العناية والحرص ومن الأمثلة على ذلك برنامج فطن ثم برنامج حصانة الذي انبثق عنه إنشاء وحدات التوعية الفكرية في الجامعات السعودية، والتعليم العام وهي وحدات مختصة بترسيخ قيم الوسطية والاعتدال ورصد مظاهر الغلو والتطرف والانحراف الفكري والمبادرة إلى وضع البرامج الوقائية والعلاجية.

ومن التجارب الرائدة على مستوى الجامعات عقد المؤتمرات المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، وإذا ذكرت الجامعات السعودية وجهودها في هذا الباب كان في مقدمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فسجلها حافل بالمؤتمرات والندوات الدولية والمحلية المتميزة بعمقها وأصالتها ومعالجتها للمشكلات المعاصرة.

ومن البرامج الرائدة في تعزيز الوسطية والاعتدال برنامج المنح الدراسية للراغبين في الدراسة في المملكة العربية السعودية من كل أنحاء العالم، وهي تجربة عظيمة بدأت من وقت مبكر في تاريخ التعليم الجامعي، وقد استفاد منها الألوف المؤلفة ، وأسهم أكثرهم في خدمة دينهم وبلادهم والمجتمع البشري، وعززوا فيها لغة الحوار والتسامح والتعاون والتكامل بحمد الله وفضله.

رابعاً: الخطاب الدعوي

تجربة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال من التجارب الرائدة ولا سيما في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، ومن نماذج هذه التجربة العناية بالرسالة الصحيحة لمنبر الجمعة ليكون منبراً لتعليم الناس العقيدة الصحيحة، والعبادة الخالية من الأخطاء، والوعظ والتذكير، والحث على مكارم الأخلاق ومحاسنها، والعناية القوية بمكافحة الأفكار الضالة الهدامة، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال.

كما قطعت الوزارة الطريق على من كل من يريد تحويل منبر الجمعة إلى منبر للتحريض وإثارة الفتنة وإشاعة الفوضى، والتدخل في شؤون الدول والأحداث السياسية، فيفقد المنبر بذلك رسالته الحقيقية التي شرع من أجلها.

كما أنها ما فتئت تقيم المؤتمرات والندوات والملتقيات وتوقع الشراكات مع الوزارات الدينية والمشيخات الإسلامية، والمراكز الإسلامية للأقليات على مستوى العالم، ويأتي في مقدمة موضوعات هذا النشاط القوي الموضوعات المتعلقة بترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتسامح.

سادساً: منبر الحرمين الشريفين:

للحرمين الشريفين مكانة مقدسة في قلوب المسلمين جميعاً، لذا عنيت المملكة العربية السعودية بأن يكون الحرمان الشريفان مصدري إشعاع ونور وضياء وهداية، من خلال إدارة الشؤون الدينية للحرمين الشريفين، فحرصت خطب الجمعة على ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والغلو، وتقام الدروس والمحاضرات في أروقة الحرمين معنية بتدريس الكتاب والسنة وعقيدة السلف الصالح، واستضافة كبار العلماء _رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم_ لا سيما في مواسم الحج ورمضان، يفقهون الناس في دينهم، ويرشودنهم إلى الاعتدال، ويحذرونهم من الإنحراف إلى الغلو أو الانحلال، ويبطلون الشبه التي يلبس بها أهل الغي على الناس.

سادساً: الاحتساب على الفرق الضالة من خلال رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

عني هذا الجهاز العظيم بالاحتساب على الفرق الضالة فأسهم من خلال مجموعة من برامجه ومبادراته بنشر الوعي بخطر الإرهاب والفئات الضالة، والفرق الغالية، والجماعات المتطرفة، فالمنكرات لا تنحصر في المعاصي الشهوانية، بل المنكرات العقدية، والانحراف فيها عن الصراط المستقيم أشد إثماً وأكبر خطراً.  

سابعاً: المؤسسات والمراكز المتخصصة في ترسيخ قيم الاعتدال ومكافحة التطرف.   

انطلاقاً من عناية المملكة العربية السعودية بمكافحة الإرهاب وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال فقد أنشأت عدداً من المؤسسات والمراكز المتخصصة تُعنى أصالة بالشأن الداخلي، وأسهمت مع غيرها في تأسيس مراكز إقليمية وعالمية معنية بالشأن الدولي والعالمي ومن تلك المؤسسات على سبيل المثال:

1 – مركز الإصلاح والتأهيل:

وهو من أهم أركان استراتيجية المملكة في علاج التطرف الفكري، وله ثلاثة أدوار رئيسة هي: الإصلاح والتأهيل والرعاية.

الإصلاح

 تعتبر المرحلة الأولى في برنامج المعالجة الفكرية للمتطرفين، وتضم مجموعة من البرامج التي تنفذ داخل دور التوقيف وخارجها، وتقوم على الأسلوب العلمي والمفهوم الشرعي لمنهج الوسطية والاعتدال، إضافة للجانب النفسي والاجتماعي، وتهدف إلى تصحيح الانحرافات الفكرية، وذلك بإزالة الشبهات، والتصورات الخاطئة، وبناء مفاهيم شرعية صحيحة مستمدة من الكتاب والسنة.

التأهيل:

 عبارة عن مجموعة من البرامج المتنوعة التي تقدم داخل المركز في بيئة مختلفة عن بيئة السجن، وتقوم على الأسلوب العلمي والمنهجي لإعادة التأهيل، وتهدف إلى دمج المستفيد تدريجياً في المجتمع عبر تحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي.

مكونات التأهيل:

برامج معرفية ، برامج تدريبية، برامج ثقافية، برامج رياضية، برامج خدمية،

الرعاية

 عبارة عن مجموعة من البرامج المتخصصة التي تقدم للمستفيد وأسرته بعد تخرجه من المركز، بهدف تحقيق توافق المستفيد الذاتي والاجتماعي مع البيئة المحيطة, وتعزيز دور الأسرة في عملية إصلاحه وتوجيهه ومساعدته على الاستقامة الفكرية، وتقوم على المنهج العلمي بتطبيق تقنيات دراسة الحالة للمستفيد وأسرته من قبل متخصصين شرعيين ونفسيين واجتماعيين.

مكونات الرعاية:

برنامج الرعاية الأسرية، برنامج رعاية الخريجين، برنامج التكيف والاندماج.

2- مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني:

أنشئ بتاريخ 24 / 5/ 1424هـ بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله،

أهداف المركز:

يسعى المركز إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته (من الذكور والإناث) بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية.

وعبر عدد من الأهداف يرسخ المركز ثقافة الحوار وينشرها بين أفراد المجتمع بجميع فئاته بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية والأهداف هي:

1) مناقشة القضايا الوطنيَّة الاجتماعيَّة والثقافيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والتربويَّة وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته.

 2) تشجيع أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني على الإسهام والمشاركة في الحوار الوطني. 3) الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطيَّة والاعتدال.

 4) الإسهام في توفير البيئة الملائمة لإشاعة ثقافة الحوار داخل المجتمع.

 5) وضع رؤى استراتيجيَّة لموضوعات الحوار الوطني.

3- مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات:

وهو منظمة دولية تأسست عام 2012 من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسساً مراقباً.

ورؤية المركز هي: عالم يسوده الاحترام والتفاهم والتعاون بين الناس والعدالة والسلام والمصالحة ووضع حد لإساءة استخدام الدين لتبرير القهر والعنف والصراع

وعمله: تشجيع ودعم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ وتوظيفه لإدارة الاختلافات ووأد الخلافات، وفتح قنوات الاتصال والوساطة بين أطراف النزاع ومنع الصراعات وحلها، وبناء السلام، والتماسك الاجتماعي وتعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم بين مختلف المكونات الدينية والثقافية؛ ومكافحة إساءة استخدام الدين لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع.

4- المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)

وهو مركز عالمي مهمته مكافحة التطرف واجتثاث جذوره، والتصدي له وتعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، تأسس يوم 21 مايو 2017 خلال انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، ويقع مقره في العاصمة السعودية الرياض، ويُعد أول مركز مهتم بثقافة الاعتدال الفكري، حيث يتم من خلاله رصد وتفاعل وتحليل الفكر المتطرف، بالتعاون مع شبكات اقليمية ودولية.

ركائزه

يقوم اعتدال على ثلاثة ركائز أساسية وهي صناعة خطاب إعلامي يتوافق وثقافة الاعتدال، ويساهم في تعزيزها عبر تعزيزه أيضًا للجانب الفكري، ويقوم كذلك على رصد الأنشطة الرقمية للجماعات الإرهابية.

مهامه

محاربة التطرف فكريًا وإعلاميًا ورقميًا، وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب.

ترسيخ المبادئ الإسلامية المعتدلة في العالم.

رصد وتحليل نشاطات التطرف، والوقاية والتوعية والشراكة ومواجهة الفكر المتطرف

5- التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب:

هو حلف عسكري إسلامي  يضم 41 دولة مسلمة، أُعلن عنه في 3 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 15 ديسمبر 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية، يهدف إلى محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبه وتسميته حسب بيان إعلان التحالف.

تتشارك دول الحلف في عملية التخطيط واتخاذ القرار، من خلال غرفة عمليات مشتركة مقرها العاصمة السعودية الرياض.

ويعمل على محاربة الفكر المتطرف، وينسق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية، مبنية على القيم الشرعية ومتوافقة مع الأنظمة والأعراف الدولية.

6- المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب

تأسس في مايو 2017 في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية (رئاسة أمن الدولة) والولايات المتحدة الأمريكية (وزارة الخزانة)، وعضوية دول الخليج.

الأهداف والمهام:

قمع تمويل الأنشطة الإرهابية.

تصنيف الأفراد والكيانات الممولة للإرهاب.

الإعلان عن قوائم الأفراد والكيانات المتورطة.

بناء شراكات وثيقة بين شركاء المركز.

فرض الجزاءات بحق المتورطين في تمويل أنشطة الإرهاب.

توفير المساعدة الفنية وبناء قدرات للجهات والدول التي تطلب ذلك.

ثامناً: التصدي للخلايا والتنظيمات الإرهابية بالقوة.

لم تتوان الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية يوماً من الأيام في التصدي لكبح خطر الخلايا والتنظيمات الإرهابية التي تشهر السلاح وتنتهك حرمة الأرواح، وتثير الخوف والهلع في قلوب الآمنين، فقد تعاملت بالقوة مع المعتدين على المسجد الحرام حتى طهرته من رجسهم، وتصدت لخلايا تنظيم القاعدة التي فجرت وقتلت واغتالت حتى قضت عليهم، ثم تصدت لخلايا داعش حتى أخمدت نيرانهم بحمد الله.

كما أنها عضو استراتيجي في التحالف الدولي لهزيمة داعش.

والتصدي بالقوة مع المتطرفين منهج شرعي فقد توعد النبي ﷺ الخوارج لو أدركهم بالقتل المستأصل، ولما خرجوا على علي رضي الله عنه قاتلهم في النهروان وكانت تلك من مناقبه العظيمة رضي الله عنه، وإذا كان قد بدأهم بالمناصحة قبل القتال فهذا ما حرصت عليه المملكة العربية السعودية في مواجهتها للفئات الخارجية الضالة فقد عنيت بدعوتهم للرجوع عن الغي والفيئة إلى الجماعة، وتسليم أنفسهم طواعية، فمن استجاب روعيت استجابته وأخذت بعين الاعتبار، ومن أصر وأبى لقي حتفه على ما هو عليه والعياذ بالله.

وختاماً:

لقد أثمرت هذه الجهود بحمد الله عن وطن مجتمع الكلمة، متحد الصف، مؤتلف القلب، يداً واحدة تحت راية قيادته الرشيدة، كما أثمرت على المستوى العالمي الإسهام الكبير في نشر مفاهيم الوسطية والاعتدال، والتخفيف من شرور الجماعات الإرهابية وتجفيف كثير من منابعها والحمد لله.

فشكر الله لقيادة المملكة العربية السعودية هذه الجهود العظيمة، وجعل ما قدمته وتقدمه في ميزان حسناتها.

ونسأل الله لجميع المسلمين التوفيق للخير، ولجميع البلاد بالسلامة والهداية للخير.

والحمد لله رب العالمين.

إعداد

د. علي بن يحيى حدادي

مدير وحدة التوعية الفكرية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *