جديد الإعلانات :

العنوان : الحث على اغتنام ما بقي من شهر رمضان خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 24054

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وتزدوا لآخرتكم بصالح الأقوال والأعمال. قبل هجوم المنايا وحلول الآجال، فإن خير الزاد التقوى، قال تعالى (و{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197]

وإن الحياة الدائمة الباقية هي الحياة الأخرى فلا تلهينكم الفانية عن الاستعداد للدار الباقية قال ربكم جل وعلا {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

وإن العاقل الموفق هو الذي يغتنم مواسم الخيرات والبركات فيعمرها بما ينفعه يوم لقاء ربه. ويباعده من أسباب غضبه ومقته.

وإننا في شهر مبارك عظيم ، وإننا مقبلون على خير أيامه ولياليه ألا وهي العشر الأواخر من رمضان التي هي خير ليالي العام وفيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر.

عباد الله :

كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها وفي ذلك تقول عائشة رضي الله عنها:  (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) متفق عليه .

أي أنه كان إذا دخلت عليه العشر الأواخر شمّر للعبادة أكثر من عادته، وقيل إنه كان يجتنب فيها أهله تفرغاً للعبادة.

وكان يحيي ليالي هذه العشر أي يقضي لياليها مصلياً تالياً داعيا ًذاكراً ربه والمقصود أنه كان يحيي أكثر الليل لا أنه لا ينام في لياليها أبداً لقولها رضي الله عنها في حديث آخر (وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، وَلَا قَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ) أخرجه مسلم والنسائي واللفظ له.

و كان من هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر إيقاظ أهله حتى يأخذوا نصيبهم من هذه الليالي المباركة، وهذا من كمال نصحه وعنايته بأهله ولنا فيه عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة.

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر أنه كان يعتكف فيها أي يلازم المسجد كل هذه العشر تجنباً للمشاغل وتفرغا للعبادة وتحرياً لليلة القدر. فإنها في العشر الأواخر من رمضان.

والاعتكاف سنة باقية مستمرة فعن عائشة رضي الله عنها «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ» متفق عليه.

فاجتهدوا في هذه العشر المقبلة عليكم قدر الطاقة والإمكان، واغتنموا الفرص قبل الندم وفوات الأوان. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وتذكروا أنه قد ذهب أكثر الشهر وبقي أقله وما بقي منه خير مما ذهب، فاغتنموه أحسن اغتنام، ولا تشغلنكم عن الاجتهاد في صالح القول والعمل المشغلات التي أضاعت أعمار كثير من الناس فيما يضرهم ولا ينفعهم وقد وعظنا ربنا جل  وعلا فقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}

اللهم تقبل صالح أعمالنا، وتجاوز عن سيئاتنا وزلاتنا، واختم لنا بعفوك وغفرانك والفوز بجناتك جنات النعيم، وأعذنا برحمتك من عذاب الجحيم.

اللهم آمنا في دورنا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم احفظ جنودنا بحفظك، وايدهم بتأييدك، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

2 comments

  1. أبو معاذ عبدالحميد

    جزاكم الله خيرا شيخنا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *