جديد الإعلانات :

العنوان : التحذير من عبادة الصالحين من دون الله خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 11084

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله فإن التقوى هي سبب الفلاح والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة قال تعالى مبشراً أهل التقوى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا). وعذاب الله لا يتقى بالمناصب والأموال ولا بالأحساب والأنساب، ولا بالقوة في الأجساد، ولا بكثرة الأعوان والأولاد، وإنما يتقى عذابه ويطلب فضله وثوابه بفعله أوامره واجتناب نواهيه. جعلني الله وإياكم من المتقين. عباد الله: إن أعظم وأكبر وأجل ما أمرنا الله به هو أن نفرده بالتوحيد والعبادة فلا ندعو أحداً سواه ولا نستغيث بأحد سواه ولا نتوكل إلا عليه ولا نتوب وننيب إلا إليه ولا نذبح ولا ننذر إلا له كما قال تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) وقال تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) وقال تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) وقال تعالى (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) وقال تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه) وقال تعالى (فصل لربك وانحر) فهذه العبادات وغيرها مما شرعه الله تعالى حق خالص لله تعالى لا يحل صرف شيء منها لغير الله فمن صرف شيئا منها لغير الله فقد أشرك مع الله آلهة أخرى. ومن أشرك بالله ومات على الشرك الأكبر كان مخلدا في النار قال تعالى (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) وقد ظن بعض الناس أن الإنسان لا يكون مشركا حتى يعبد الأصنام والأوثان فقط وهذا فهم باطل فالله تعالى كما كفّر من عبد اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فإنه أيضا كفّر من عبد عيسى بن مريم وأمه وكفّر من عبد الملائكة فلا فرق بين صرف العبادة إلى الأولياء والصالحين وصرفها إلى الأصنام والأوثان. كذلك يظن بعض الناس أن الإنسان لا يشرك إذا دعا الأولياء والصالحين قاصداً ومريداً أن يكونوا شفعاء له عند الله أو مقربين لهم إليه لأنهم لهم جاهاً ومكانة عند الله. وهذا أيضاً فهم باطل فالله تعالى ما عذر مشركي قريشي لما اعتذروا أنهم يعبدون الملائكة والصالحين ليقربوهم إلى الله تعالى قال جلّ وعلا {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } فكذّب الله من زعم أن عبادة الأولياء تقرب إلى الله كما حكم بكفر من فعل ذلك لأنه كفر بوحدانية الله واستحقاقه وحده للعبادة. وقال تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهنا أيضاً يرد الله تعالى على من يعبد غيره موبخاً لهم فيقول لهم إنكم تزعمون أنكم إذا عبدتم غير الله من الصالحين والأولياء شفعوا لكم عند الله وهو قد أخبركم أنه ليس له شريك من الخلق كائنا من كان فهل أنتم أعلم من الله؟!. فما أشنع وما أقبح جريمة يقول صاحبها بلسان حاله أو مقاله إنه أعلم من الله والعياذ بالله. فاحذروا صرف العبادة لغير الله فقد زين الشيطان لكثير من الخلق صرف العبادة لغيره فمنهم من يعبد الأصنام ومنهم من يعبد الأبقار ومنهم من يعبد الأنبياء والأولياء والصالحين ومنهم من يعبد أصحاب القبور والأضرحة والمشاهد. فما أكثر من يستغيث اليوم وقبل اليوم بعلي والحسين رضي الله عنهما وما أكثر من يطلب المدد من البدوي وعبد القادر وما أكثر من يحج للقبر المنسوب لهود وما أكثر من يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبور أهل البقيع ثم يسألهم ويدعوهم وينزل بهم حاجاته والله المستعان. إن هذه الأعمال هي التي بعث الله النبيين والمرسلين وخاتمهم محمداً صلى الله عليه وسلم للنهي عنها والزجر عنها والتحذير منها قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} اللهم ارزقنا التوحيد الخالص واجنبنا وأبناءنا وإخواننا عبادة القبور والأضرحة والمشاهد فقد أضلت كثيراً من الناس وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واحذروا البدع والمحدثات في دين الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر أمته من البدع والمحدثات غاية التحذير حتى كان في خطبه يقول «إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ». فليس في البدع بدعة حسنة بل البدع في الدين كلها قبيحة وكلها شر وكلها في النار والعياذ بالله. ومن البدع التي مهّدت للشرك وصرف العبادة لغير الله تعالى الغلوُ في بعض الصالحين وذلك بدفنهم في المساجد أو بناء المساجد على قبورهم أو بناء القباب على قبورهم. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك نهياً شديداً فعن عَائِشَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالاَ: لَمَّا نُزل بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أي حضره الموت- طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. متفق عليه . وقال جُنْدَبٌ رضي الله عنه ،: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» رواه مسلم. في أحاديث أخرى كلها تنهى وتزجر عن اتخاذ القبور مساجد بأن تقصد للصلاة عندها أو تلاوة القرآن عندها أو بناء المساجد عليها أو دفنها في المساجد فكل ذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم نهياً أكيداً صريحاً ولا سيما عند دنو أجله عليه الصلاة والسلام. فخالف كثير من المسلمين وصيته عند موته مع حرصهم غاية الحرص على تنفيذ وصايا أمواتهم من آبائهم وأمهاتهم. فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهون قدراً في قلوبهم. والله المستعان؟!. معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا. اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم انصر جنودنا وحماة حدودنا وأمننا اللهم كن لهم عونا ونصيرا ومؤيداً وظهيراً اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وسدد رميهم. اللهم اشف ‎مرضاهم وارحم موتاهم وارفع درجاتهم في الشهداء في عليين. اللهم عليك بمن يكيد للإسلام وأهله عامة وبمن يكيد لهذه البلاد خاصة من اليهود والنصارى والروافض وأعوانهم اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك إنك أنت القوي العزيز. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

8 comments

  1. أكرم الحجاجي

    بارك الله فيك وبارك الله لك في علمك ونفعنا الله بما سمعناه وقرأناه كثيرا ما نستفيد من خطبك ياشيخ

  2. بلغيث احمد سعيد القرني

    بارك الله فيك وبارك في علمك ونفع بك الاسلام والمسلمين

  3. علي حربان

    جزاك الله خيرا ياشيخ علي على هذه الخطب الجميله والمفيده نتمنا الاستمرار في تنزيل الخطب المكتوبه حتى يعم النفع

  4. جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب

  5. خالد العرفي

    جزاكم الله خيراً وبارك الله فيك ونفع بكم

  6. وليد العكاري

    جزاكم الله خيرا

  7. أبوعبدالله الصالح

    السلام عليكم الشيخ علي بارك الله فيكم نريد خطبة في ذم التحزب والحزبية وفقكم الله …..

  8. محمد ابن يزيد

    نسأل الله جل وعلا أن ينفع بك ويجزيك عن الأمة خير الجزاء

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *