جديد الإعلانات :

العنوان : وقفات مع حادثة إرسال الصواريخ الحوثية خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 5570

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن عداوة الرافضة الصفويين لأهل السنة عامة ولبلاد الحرمين الشريفين مقدسات وحكومة وشعباً _ بشكل خاص _ أمر معلوم لا تزيدنا الأيام به إلا بصيرة وقناعة.

فتاريخهم ملوث بالمكايد ضد الدول الإسلامية من العهود القديمة إلى اليوم ، _وهل سقطت بغداد واستبيحت عاصمة الخلافة العباسية في منتصف القرن السابع إلا جرّاء مكايدهم وتآمرهم وغدرهم_.

وتاريخهم ملوث بإنشاء ورعاية التنظيمات الإرهابية المزروعة في داخل البلاد الإسلامية السنية لإضعاف الدولة من داخلها وتجنيد أبناء الوطن ضد أوطانهم. وما تنظيم القاعدة وحزب الشيطان عنكم ببعيد.

وتاريخهم ملوث بانتهاك حرمات المقدسات وعلى رأسها الحرمان الشريفان فهم لا يعظمون ولا يقدسون في مكة والمدينة إلا قبوراً معينة ومنها قبور منسوبة لبعض من مات على الشرك و أبى  الله على نبيه أن يستغفر لهم. فكم أقام أسلافهم من المذابح والمجازر في الحرم المكي والمشاعر المقدسة. وكم نفذوا في العصر الحديث من عمليات التخريب والفتن في مواسم الحج التي يذهب ضحيتها في كل مرة عشرات أو مئات الأرواح البريئة

وكم لوث بعض أفرادهم عمداً وقصداً المطاف والمسعى والمصلين في المسجد الحرام والمسجد النبوي بالغائط والبول إمعانا في العداوة والأذى. مع أن البيت الحرام كان مقدساً معظماً عند مشركي الجاهلية بل كان إكرامهم له ولزواه محل فخرهم واعتزازهم إذ هو مما ورثوه من دين إبراهيم كما قال جلّ وعلا { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}

ومن آخر أعمال هؤلاء الرافضة الصفويين العدائية البالغة في الخبث منتهاه إرسالهم الصواريخ على مدننا الآمنة على أهداف مدنية بقصد إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح والممتلكات ولإشاعة الخوف والرعب والفزع والاضطراب. ولإظهار الدولة بمظهر الضعيف الذي لا يستطيع حماية عمق داره ولكسب الدعاية الإعلامية ورفع الروح المعنوية لجنودهم.

ولكن الله تعالى بمنه وفضله خيب آمالهم وأبطل أعمالهم. فما نفع سلاحهم ولا أفاد ولا بلغوا شيئاً من المنى والمراد ورجع عليهم عاقبة المكر وعاد وهذه سنة الله مع كل مفسد في الأرض (والله لا يحب الفساد).

عباد الله:

إن علينا أن نستفيد من هذه العداوة الحوثية ومن خلفها إيران الرافضية وعملاؤها بالحذر منها وبالحذر الأكيد من التنظيمات التي سخّرت نفسها لخدمة المشروع الصفوي وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين فإنه ما فتئ يغرر المسلمين بهم وذلك من خلال مدحهم والثناء عليهم وموالاتهم والتعاون معهم. ففي الوقت الذي كانوا يحرضون الشباب ضد دولهم ورؤسائهم وحكامهم كانوا يشهدون لثورة الخميني بأنها تمثل الخلافة الإسلامية والحكومة الإسلامية كما صرح بذلك عدد من منظريهم وزعمائهم والله المستعان.

ولا شك أن عدوك الخارجي قد لا يستطيع الوصول إلى مضرتك كما يستطيع ذلك العدو الداخلي الذي يلبس لباسك ويتكلم كلامك ويشاركك شرابك وطعامك.

فلنحذر غاية الحذر من هذا التنظيم من فكره ومنهجه ورموزه ومؤلفاته فإن غاية أمره إفساد عقيدتنا وتخريب أمننا وتفريق كلمتنا . اللهم إنا ندرء بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدلله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وتذكروا ان التوحيد هو أغلى النعم التي أنعم الله بها علينا فلنحافظ عليه ولنحذر مما يضاد التوحيد من نواقض الإيمان والإسلام ولنحذر أيضاً مما يقدح فيه وينقص كماله الواجب من الشرك الأصغر. وإن من الشرك الأصغر نسبةَ النعم إلى الخلق قال الله تعالى (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) قال ابن عباس في بيان بعض ما يدخل في هذه الآية الكريمة: ” الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلانا. هذا كله به شرك ” أي هذه الألفاظ كلها شرك بالله تعالى.

ومنها (لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص) أي نسبة السلامة من اللصوص إلى نباح الكلب وصياح البط الداعي إلى هربهم. ومعنى ذلك أن ما نسمعه ونقرؤه من نسبة السلامة من صواريخ العدو إلى جودة الصواريخ المضادة أو إلى مهارة جنودنا البواسل أنه من نسبة النعم إلى غير الله وأنه مما يدخل في هذا النوع من الشرك وحتى نسلم من هذا القادح علينا أن نصحح العبارة فنقول (لولا الله ثم جنودنا البواسل) أو نقول (بفضل الله ثم بفضل جنودنا البواسل دمرت صواريخ العدو)

فلا ينبغي أن نقابل هذه النعم الجليلة نعمة السلامة من العدوان بالشرك في الألفاظ ونسبة النعم إلى غير مسديها وموليها حتى لا نكون ممن قال الله فيهم { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ }

وهذا لا يعني نسيان شكر دولتنا على بذلها الغالي والنفيس لحماية أمننا وحدودنا ولا ترك شكر جنودنا فلهم الفضل بعد الله فيما ننعم به من أمن واستقرار ولكن المقصود هو تصحيح العبارات حتى لا يدخلها ما يغضب الله من الشرك الأكبر أو الأصغر. والإ فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس كما قال عليه الصلاة والسلام

هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير سيد الأولين والآخرين والمبعوث رحمة للعالمين اللهم صل وسلم عليه وعلى خلفائه الراشدين وأزواجه وأهل بيته وعامة أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات . عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

3 comments

  1. علي حربان

    جزاك الله خيرا وكتب لك الاجر ياشيخ علي حدادي على دفاعك عن جناب التوحيد

  2. بلغيث احمد سعيد القرني

    جزاك الله خيرا شيخنا ونفع بك الاسلام والمسلمين

  3. وما رأيك ياشيخ في تدمير السعودية لليمن وقتل أهل اليمن بالآلاف ؟ من هو البادئ ؟ إن لم تستطع قول الحق كاملا فاخرص .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *