جديد الإعلانات :

العنوان : من ثمرات الصدقات

عدد الزيارات : 5672

الخطـبة الأولـى

أما بعد :

إن الأعمال الصالحة تتفاوت في قدر الأجر والمثوبة ، ومن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه من نوافل الطاعات صدقة التطوع لعظم أجرها ، وتعدي نفعها ودلالتها على صدق الإيمان وقوته ، قال تعالى: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم

أي أن نفقة المنفق في سبيل الله يضاعفها الله سبعمائة ضعف وليس هذا حداً للمضاعفة فقد تكون أكثر من ذلك بكثير لقوله تعالى: والله يضاعف لمن يشاء

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :” من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب والله لا يقبل إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل.” متفق عليه.

وأنت يا عبد الله محتاج يوم القيامة إلى الحسنات فإنه من ثقلت موازينه بالحسنات كان من أهل الجنة.

ومن فوائد الصدقة أنها من أعظم أسباب وقاية العبد من نار جهنم يوم تكون النار تلقاء وجهه . عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول :” ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة.”

وفي رواية :”من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل” متفق عليه.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحيى بن زكريا قال لقومه مما أوحى الله إليه :” وآمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول : هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه.” رواه الترمذي وصححه وابن خزيمة.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :” جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال : إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو اعتقها بها من النار.” رواه مسلم.

ومن ثمرات الصدقة أنها تظل صاحبها يوم القيامة يوم تدنو الشمس من الرؤوس ويؤذي الناس حرها ويؤذيهم العرق حتى إن من أهل الموقف من يلجمه العرق إلجاماً..

عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :” كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس.” رواه أحمد وغيره.

ومن فوائد الصدقة أنها تطفئ الخطايا وتمحوها عن معاذ بن جبل أن النبي قال له :” والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماءُ النار.” رواه الترمذي وصححه. وعن كعب بن عجرة أن النبي قال له :” والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا.” رواه ابن حبان في صححه.

ومن ثمرات الصدقة أنها من أسباب نماء المال وبركة الرزق وسعة العيش ورغده. عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً. ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً.” متفق عليه.

وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” قال تعالى (أنفق ابن آدم ينفق عليك.) متفق عليه.

وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفوٍٍ إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل.”رواه مسلم.

ومن فوائد الصدقة أنها دليل وبرهان على إيمان العبد فإن المال حبيب إلى النفس وقد لا يدرك إلا ببذل الجهد فإخراج شيء منه لله  دليل على إيمانه بالغيب ودليل على يقينه بأن أجره عند الله لا يضيع ولهذا سميت الصدقة صدقة لدلالتها على صدق الإيمان وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم :” والصدقة برهان.” أي دليل على صدق الإيمان.

وللصدقة آثار عظيمة تعود على المجتمع ومنها :

إشاعة المحبة بين أفراد المجتمع المسلم ومنها تقليل السرقة والجرائم فإن منها ما يدفع إليه الفقر والحاجة

ومنها إمكان قيام كثير من المشاريع الخيرية التي تحتاج إلى الدعم المالي ولا تدخل في أصناف الزكاة الثمانية.. كبناء المساجد وحلق التحفيظ ونشر كتب العلم وغيرها من وجوه البر والإحسان.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .

 الخطـبة الثانيــة

إن الصدقة لا تفتقر إلى رؤوس الأموال العظيمة بل إن باب البذل مفتوح حتى لمن كان لا يجد إلا القليل فلا يحقر أحدكم من المعروف شيئاً ولو بريال واحد فكم في الريال الواحد من موازين الذر من الخير .

ولا يحقر أحدكم أن يتصدق بباقي طعامه على من يأكله فله النفع ولك الأجر .

إخوة الإسلام : لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحرص الناس على الصدقة فكانوا إذا دُعوا إليها وليس عند أحدهم ما يتصدق به غدا إلى السوق فآجر نفسه حمالاً على ظهره حتى يصيب شيئاًَ فيتصدق به.كما في الصحيحين من حديث عقبة بن عامر.

ومن لم يجد شيئاً أبداً فليحافظ على الأذكار أدبار الصلوات فإنها صدقات  فقد بلغ الحزن مبلغه في قلوب فقراء المهاجرين إذ لم يستطيعوا أن يشاركوا الأغنياء في البذل والإنفاق لا حزناً على ذهاب الحظوظ والمتع الدنيوية فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : “ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون . قال ( ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) متفق عليه.

اللهم وفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وحسن الاستعداد ليوم المعاد

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *