جديد الإعلانات :

العنوان : من أخطاء بعض المصلين

عدد الزيارات : 10736

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾

معاشر المؤمنين: إن المتأمل في أحوال بعض المصلين يجد جملة من الأخطاء، سواء كانت في الوضوء للصلاة أو قبل الصلاة أو في أثناءها أو بعدها، وموضوع مثل هذا لا تكفيه خطبة ولا خطبتان، وسنتعرض لطرح بعض  هذه الأخطاء، ليجتنبها المسلم فيكون أكثر لثوابه وأتم لصلاته.

 فمن أخطاء الوضوء عدم إسباغه الإسباغ الواجب بحيث يبقى جزء من الوجه لم يصبه الماء أو اليد ولا سيما عند المرفق والقدم ولا سيما من جهة العقب فكثير من الناس لا يتأكد من وصل الماء إلى كامل العضو المأمور بغسله وقد قال صلى الله عليه وسلم (ويل للأعقاب من النار) أي أن الجزء الذي لا يصيبه الماء في الوضوء متوعد بتحريقه بالنار والعياذ بالله.

ومن الأخطاء في الوضوء:  ومن الأخطاء في الوضوء الزيادة في غسل الأعضاء على ثلاث مرات وتكرار مسح الراس أكثر من مرة فهذه الزيادة غير مشروعة ولا يثاب عليها العبد فاقتصر على المشروع ولا تزد.

 ومن الأخطاء، الإسراع في الخطى الى الصلاة والمشروع المسي بسكينة ووقار وكان بعض الصحابة يقارب المسافة بين خطاه ليكون أكثر لأجره وأرفع لدرجته عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) رواه البخاري ومسلم.

 ومن الأخطاء  الجلوس في المسجد قبل صلاة ركعتين وهذا يقع من بعض المصلين ولا سيما يوم الجمعة اذا دخل والامام يخطب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا دخل احدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)  ومن الأخطاء صلاة النافلة بعد اقامة الصلاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) فإذا دخلت بعد الإقامة فادخل مع الامام مباشرة ولا تصلي نافلة لا تحية المسجد ولا السنة القبلية، وإن اقيمت الصلاة وأنت تصلي النافلة فاقطعها الا إن كان بقي عليك أقل من ركعة.

 ومما يتهاون فيه كثير من المصلين عدم تسوية الصف كما ينبغي، وعدم التراص والتلاصق بينهم وقد قال صلى الله عليه وسلم:  (لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم)) وقال صلى الله عليه وسلم-:  (من وصل صفاً وصله لله، ومن قطع صفاً قطعه الله ) رواه النسائي والحاكم.

 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

 أما بعد:

ومن أخطاء الصلاة الخطيرة ترك الطمأنينة فيها  بل ينقرها نقراً، ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً. والطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا به، قال صلى الله عليه وسلم لرجل لم يطمئن في صلاته ارجع فصل فإنك لم تصل.

 ومن الأخطاء: مسابقة الإمام، فلقد ورد النهي الشديد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لمن يسابق إمامه كأن يرفع رأسه قبله، أو يركع أو يسجد قبله، روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار))   ومن الخطاء أيضا أن يتأخر عن الإمام تأخراً بينا ، فإنما جعل الإمام ليؤتم به،  قال البراء بن عازب رضي الله عنه: كنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم: ((فكان إذا انحط من قيامه للسجود لا يحني أحدٌ منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض)) [متفق عليه].

 ومن المسابقة أن يقوم لقضاء الركعات الفائتة قبل أن ينتهي الامام من تسليمه وقد قال صلى الله عليه وسلم  ((أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف)) يعني بالانصراف التسلم.

 ومن الأخطاء:

أن البعض يدخل المسجد والإمام ساجد أو ما بين السجدتين ونحوها فيبقى واقفاً ينتظر الأمام حتى يقوم والسنة الدخول معه في أي هيئة وحالة يكون فيها الإمام.  لقوله صلى الله عليه وسلم (فما أدركتم فصلوا)

 ألا فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارض اللهم عن الأتقياء البررة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وباقي العشرة وأصحاب الشجرة وعن جميع الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.

 اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل   اللهم إنا نسألك ألسنة ذاكرة ، وقلوباً سليمة، وأخلاقاً مستقيمة. اللهم يا حي يا قيوم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا، وأن تعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علما نافعا خالصا لوجهك الكريم.

 عباد الله:

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

One comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *