العنوان : فضل التبكير إلى الجمعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر” رواه البخاري ومسلم .
معاني المفردات:
غسل الجنابة: أي كصفة غسل الجنابة.
راح: الرواح يكون بعد الزوال ويقابله الغدو وهو الذهاب في أول النهار قبل الزوال، ويطلق الرواح على مطلق الذهاب في أي وقت كان وهو المقصود هنا.
قرّب: أي تقرب إلى الله بالذبح.
بدنة: واحدة الإبل.
التعليق:
1- من صفات المؤمنين التي يحبها الله المسارعة إلى الخيرات والاستباق إليها قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) وقال تعالى (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنات عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) ، ومن المسارعة الى الخير المسارعة الى حضور الجمعة كما في هذا الحديث.
2- فضل الاغتسال يوم الجمعة كغسل الجنابة هو الاغتسال الكامل بأن يتوضأ أولاً وضوءه للصلاة، ثم يغسل رأسه ثلاثاُ، ثم يغسل سائر جسده.
3- حمل بعض أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم (غسل الجنابة) على أنه يغتسل عن جنابة فاستحبوا أن يجامع أهله قبل الخروج للجمعة حتى يكون أجمع لقلبه.
4- اختلف أهل العلم في ابتداء هذه الساعات فمنهم من قال بعد صلاة الفجر ، ومنهم من قال بعد طلوع الشمس لأن ما قبل طلوعها وقت لصلاة الفجر وليتهيأ للجمعة بالغسل واللبس والتطيب.
5- تحسب الساعات بالنظر إلى ما بين طلوع الشمس إلى الزوال فإذا كان في الصيف زاد مقدار الساعة الواحدة وإذا كان في الشتاء نقص مقدارها لطول النهار في الصيف وقصره في الشتاء.
6- كلما بكر المسلم إلى الجمعة كان أكثر لأجره وأعظم لثوابه، وينبغي له إذا دخل المسجد أن يصلي ما كتب له ثم يشغل نفسه بالتلاوة أو الذكر والدعاء والاستغفار حتى يدخل الإمام.
7- لا يشرع للإمام التبكير وإنما يدخل المسجد إذا دخل الوقت.
8- مما يلحظ على بعض الناس أنهم يسهرون ليلة الجمعة ثم يأخذهم النوم والكسل والفتور فلا يأتون الجمعة إلا متأخرين فبعضهم لا يدخل المسجد إلا في الخطبة ومنهم من لا يدخله إلا في أثناء الصلاة وهذا من الحرمان لا سيما مع الاستمرار والمداومة عليه والله المستعان.
جزاكم الله خيرا شيخنا…….
وأتمنى منكم الاطلاع على كتاب شعب الإيمان للبيهقي أو مختصره؛ثم تهذيبه واختصاره والتعليق عليه-مثلا:شعبة الحياء”مقدمة عن الحياء وحقيقته ،أيتان وتفسيرهما ،حديثان وشرحهما، وبعض المعاني القلبية”-.
وجزاكم الله خيرا