جديد الإعلانات :

العنوان : سلسلة شرح الدروس المهمة (3)

عدد الزيارات : 1567

تفسير سورة العاديات:

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) ۞ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)}

 

ـوهي سورة مكية.

 

-معنى قوله تعالى:

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}

يقسم تعالى بالخيل وهي تعدو بسرعة وقوة  وقد خرج منها الضبح وهو صوت يخرج من صدرها بسبب شدة العدو.

 

-وقوله تعالى:

{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}

أي:القادحات النار، وذلك حين تصطك حوافرها بالحجارة فيخرج منها الشرر.

 

-وقوله تعالى:

{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}

أي:التي تغير على العدو وقت الصباح.

 

-وقوله تعالى:

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}

أي:هيجت وأثارت الغبار لسرعة عدوها.

 

-وقوله تعالى:

{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}

أي:أدخلت فارسها الذي يركبها وسط جموع العدو.

 

-وقوله تعالى:

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}

هذا يسمى جواب القسم أي الشي الذي أُقسم عليه، فالمقسم به الخيل والمقسم عليه جحود الإنسان لنعمة ربه  وكفره بها والمقصود بالإنسان أكثر الناس كما قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ‌}

 

-وقوله تعالى:

{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}

إن الإنسان شاهد على نفسه بكفران النعمة وجحوده لها، لأنه أمر بين واضح لا يمكن إنكاره، وقيل : إن الله شاهد على كنود العبد وجحوده وهذا فيه التهديد والوعيد لمن كفر نعمة الله عليه.

 

-وقوله تعالى:

{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}

فيه بيان سبب كفران الإنسان للنعمة وهو شدة حبه للخير يعني المال ، فشدة حبه تمنعه من أداء الحقوق المالية كالنفقة والزكاة والصدقة وقضاء ما عليه من الديون ونحو ذلك ، كما أن شدة حبه للمال تحمله على اكتسابه من الوجوه المحرمة.

 

-وقوله تعالى:

{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}

يستنكر الله فيها حال أهل الكفر والغفلة كيف يفعلون القبائح وكأنهم لا يعلمون أن ثمة يوماً يبعث الله فيه الموتى من قبورهم ليجازيهم ويحاسبهم.

 

-وقوله تعالى:

{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}

أي:يكون السر يوم القيامة علانية فيظهر الله ما في قلوب العباد من خير وشر وإيمان ونفاق.

 

-وقوله تعالى:

{إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}

أي:هو خبير بعباده إذا بعثهم من قبورهم يعلم أعمالهم وأحوالهم ، وهو سبحانه خبير بعباده في حياتهم وفي برزخهم وفي آخرتهم حين يبعثهم ولكن خص يوم القيامة بالذكر لأنه يوم الجزاء والمحاسبة.

 

ففي هذه السورة الأمر بشكر الله على نعمه ورأس الشكر إفراده بالعبادة وفعل أوامره واجتناب نواهيه.

وفيها بيان سبب كفران النعم وهو الحب الشديد للمال والغفلة عن الآخرة وترك استذكار الجزاء والحساب على الأعمال.

 

نسأل الله تعالى أن يوزعنا شكر نعمه، وأن يجنبنا أسباب غضبه ونقمه، وأن يعاملنا بواسع فضله وكرمه.

والله أعلم.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *