جديد الإعلانات :

العنوان : خطبة عيد الأضحى 1436هـ

عدد الزيارات : 6264

 أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن عيد الأضحى مناسبة عظيمة يفرح فيها المسلمون بإتمام الركن الخامس من أركان دين الإسلام ألا وهو الحج إلى بيت الله الحرام فإن هذا اليوم هو يوم الحج الأكبر لأن الحجاج يؤدون فيه معظم مناسك حجهم فبعد أن وقفوا بعرفات وباتوا بمزدلفة خير مبات فإنهم يفيضون إلى منى فيرمون جمرة العقبة وينحرون هديهم ويحلقون رؤوسهم ويطوفون بالبيت ويسعون بين الصفا والمروة وذلك معظمُ الحج وأكثرُه..

ويفرح فيه المسلمون ممن لم يشهدوا الحج بما امتن الله به عليهم من الشعائر والعبادات التي يشاركون بها الحجاج من بعض الوجوه فإذا كان الحاج يحظر عليه بعض المباحات بسبب إحرامه فمن أراد الأضحية فإنه لا يحلق شعره ولا يقلم أظفاره من هلال ذي الحجة إلى أن يضحي..

وإذا كان الحاج قد شرعت له التلبية من حين إحرامه إلى أن يشرع في رمي جمرة العقبة فالحاج وغير الحاج قد شرع لهم الاجتهاد في التكبير من حين دخول العشر إلى أخر أيام التشريق لقوله تعالى (ويذكروا اسم الله في ايام معلومات) قال قتادة أيام العشر..

وإذا كان الحاج قد شرع له الوقوف بعرفة فغير الحاج قد شرع له صوم يوم عرفة ووعد على صيامه إياه إيماناً واحتسابا بتكفير سيئات سنتين فضلا من الله ورحمة

وإذا شرع للحاج أن يجتهد في الدعاء فكذلك شرع لغير الحاج أن يجتهد في الدعاء وأن يستكثر منه فخير الدعاء دعاء يوم عرفة..

وإذا كان الحاج قد شرع  في حقه الهدي للتمتع والقران فغير الحاج قد شرع له أن يهدي إلى البيت الحرام ما شاء من أبل أو بقر أو غنم.. يرسلها إلى الحرم وهو مقيم في بلده لا يحرم عليه شيء أحل له فتذبح في الحرم وتوزع على أهله..

كما شرع له التقرب إلى الله بذبح الاضاحي في هذا اليوم إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق فضلا من الله ونعمة.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

معاشر المسلين:

إن من أعظم القربات في هذا اليوم التقربَ الى الله بذبح الأضاحي توحيداً لله وتقربا إليه فليس المقصود اللحم فالله غني عن خلقه كما قال تعالى (لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين) قال ابن سعدي رحمه الله ( وقوله: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا} أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط. ولا ينال اللهَ من لحومها ولا دمائها شيء، لكونه الغنيَ الحميدَ، وإنما يناله الإخلاص فيها، والاحتساب، والنية الصالحة، ولهذا قال: {وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخرا ولا رياء، ولا سمعة، ولا مجرد عادة، وهكذا سائر العبادات، إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه) اهـ

ومن أحكام الأضاحي على وجه الاختصار أنها لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم ، ولا بد فيها من بلوغ السن المعتبرة فلا يجزي من الإبل إلا ما تم له خمس سنين ولا من البقر الا ما تم له سنتان ولا من الماعز الا ما تم له سنة أما الضأن خاصة فيجزئ منها الجذع وهم ما تم له ستة أشهر وعلامته الظاهرة أن ينام الصوف على ظهر بعد أن كان قائماً

ومن أحكامها وجوب سلامتها من العيوب المانعة الواردة في الحديث ومن باب اولى ما كان أشد منها والعيوب الأربعة هي العَوَر البين والعرج البين والمرض البين والضعف والهزال البين الذي لا يبقى معه مخ في عظامها.

وكلما كانت الأضحية أسمن وأكمل وأغلى ثمنا كلما أكان أكثر أجراً لأنه من تعظيم شعائر الله والله تعالى يقول (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) قال ابن عباس “استعظامها، واستحسانها، واستسمانها”

ووقت الذبح من بعد صلاة العيد فمن ذبح قبل الصلاة فهي شاة لحم لا أضحية وينتهي وقت الذبح بغروب الشمس آخر أيام التشريق أي الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

ويجوز الذبح في الليل والنهار والذبح في النهار أفضل لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

والمشروع في الأضاحي أن يأكل منها ويتصدق ويهدي لقوله تعالى (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) ولحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كلوا وأطعموا وادخروا) متفق عليه.

ولا يجوز أن تكون أجرة الجزار منها لا من لحمها ولا من جلدها فعن علي رضي الله عنه أنه قال ( أمرني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أنْ أقُومَ على بُدْنِهِ، وأتصَدَّقَ بلحمها وجُلُودِها وأَجِلَّتها، ولا أُعْطِيَ الجزَّارَ منها. وقال: نحنُ نُعْطيه من عندنا» . أخرجه البخاري ومسلم.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم..

الخطبة الثانية

أما بعد:

إخوة الإيمان:  اتقوا الله تعالى وتزودوا لأخرتكم فإن خير  الزاد التقوى أفردوه بالعبادة ولا تشركوا معه في عبادته أحداً سواه حافظوا على الصلوات الخمس وأداء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ـ  اجتنبوا ما نهيتهم عنه من القتل والزنا والفواحش وأكل المال بالباطل. وغير ذلك مما حرم الله عليكم..فإن الذنوب توبق دنيا العبد وآخرته..

الزموا السمع والطاعة لولاة أموركم كما أمركم الله وأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاكم السلف الصالح ، فإنه لا يستقر لكم أمن ولا يطيب لكم عيش إلا بلزوم السمع والطاعة في المعروف. قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

احذروا دعاة الفتن والخروج على الحكام سواء كانوا من هذا البلد أو من غيره ولا تغرنكم شهرتهم ولا نشاطهم، فالحق أكبر منهم. لقد أطاعهم كثير من الناس واغتروا بدعوتهم للثورات فما جنوا إلا الخوف والفقر والتشرد وخراب الديار، فاتعظوا واعتبروا والسعيد من وعظ بغيره.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

نساء المسلمين الزمن السنة وعقيدة السلف الصالح فإن المرأة قد تكون خارجية تكفيرية فالضلال العقدي والمنهجي لا يختص بالرجال فقط، فاحذرن المناهج الضالة التي تجر أهلها لتكفير المسلمين واستحلال دمائهم والطعن في ولاة الأمور وتزيين الخروج عليهم ونقض بيعتهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم وصف دعاة هذه المناهج بالدعاة على أبواب جهنم وتوعدهم بأنهم يكونون يوم القيامة كلاباً في النار والعياذ بالله.

احرصن مع سلامة المعتقد على الحرص التام على العفة والحشمة والستر وترك التبرج والسفور ومخالطة الأجانب فإنها من أسباب الفواحش والانحراف والفتنة قال صلى الله عليه وسلم عن المتبرجات الكاشفات ما أمر الله بستره (صنفان من أهل النار لم أرهما .. ثم قال . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها).

قمن بواجبكن في رعاية الأزواج وتربية الأبناء وإصلاح البيوت والتعاون مع الأزواج على البر والتقوى حتى تكون البيوت بيوت سعادة وصلاح وتقوى قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقال صلى الله عليه وسلم (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين..الخ.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *