جديد الإعلانات :

العنوان : جريمة استهداف الحوثي لمكة خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 12506

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن بيت الله الحرام هو أشرف البيوت عند الله تعالى وأعظمها وأجلها وأحبها إليه سبحانه وتعالى فهو أول بيت وضعه الله للناس في الأرض كما قال تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ } واختار لبنائه خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } فبناه وأعانه على بنائه ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وجعله حرماً آمنا لا يحل حربه ، ولا يصاد صيده، ولا يقطع شجره ولا شوكه. كما قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} وقال تعالى { أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
وجعله الله مثابة للناس لا يشبعون منه ما غادروه بعد حج أو عمره إلا اشتاقوا إليه كما قال تعالى {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} قال ابن عباس: لَا يَقْضُونَ مِنْهُ وَطَرًا، يَأْتُونَهُ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِم، ثُمَّ يَعُودُونَ إِلَيْهِ.
وجعله الله قبلة للمسلمين في كل صلواتهم فرضها ونفلها فقال تعالى { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } [البقرة: 144]
وفرض على الناس حج هذا البيت في العمر مرة واحدة كما قال تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
وشرع لهم اعتماره وزيارته فقال تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله) وقال صلى الله عليه وسلم : “تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة” رواه الترمذي وصححه.
وجعله الله بيتاً عظيم الخيرات كثير البركات كما قال تعالى {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} أي تقوم به مصالح دينهم ودنياهم أما دينهم فهو قبلة صلاتهم وتمام حجهم ومناسكهم وأما دنياهم فلما فيه من الأمان على الأنفس والأموال والأعراض ولما فيه من الثمرات التي تجبى من كل مكان.
وجعل الصلاة فيه مضاعفة أضعافاً كثيرة فقال صلى الله عليه وسلم (صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه).
وشرّف الله به مكة فجعلها خير البقاع وأحبها إليه سبحانه كما قال صلى الله عليه وسلم ( علمتُ أنك خير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت) رواه أحمد.
وجعل فيها المشاعر والمناسك كالصفا والمروة وعرفة ومنى ومزدلفة ومقام إبراهيم فقال تعالى {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ}.
ومن آياته فيه أن جعله بيتاً عتيقاً يعتقه الله من ظلم الجبابرة فمن قصده بسوء قتله الله وقصمه كما فعل بأبرهة فقال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) }.
اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفاً ورزقاً وأمنا ورخاء برحمتك يا أرحم الراحمين. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدلله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فإن عظم شأن مكة وشأن البيت الحرام والمشاعر المقدسة في تلك البقاع الطاهرة أمر متقرر في النفوس حتى كانت العرب في جاهليتها وشركها تعظم الحرم فكان الرجل فيهم يلقى قاتل أبيه وأخيه في مكة فلا يتعرض له لما تقرر في نفوسهم أنه حرم آمن.
ولكن أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء دين الإسلام تغيظهم شرائع الله وشعائره لذا فهم يكنون لهذا البيت عداوة وبغضاً تبعاً لبغضهم للتوحيد والسنة وأهلها. وأبرز المحاربين لهذا البيت الحرام الطائفة الباطنية في العصر القديم وأحفادهم من الرافضة في العصر الحديث. فإن الباطنية القرامطة الأولى غزوا الكعبة وقتلوا الحجيج في داخل المطاف وفي شوارع مكة وأزقتها حتى قتلوا في سنة واحدة أكثر من ثلاثين آلف ما بين رجل وامرأة ثم اقتلعوا الحجر الأسود وسلبوه حتى أعادوه بعد أكثر من عشرين سنة والله المستعان.
وفي هذا العصر الحديث نجد الرافضة من أشد الناس انتهاكاً لحرمة البيت الحرام وحرمة حجاجه وزواره فكم قد شهدت مواسم الحج خاصة من مظاهراتهم وتفجيراتهم واعتداءاتهم على الأنفس والأموال والحرمات. ولما غابوا بفضل الله ع الحج في الموسم الماضي نعمت مكة والمشاعر والحجاج قاطبة بموسم هنيئ رغيد لم يشهد الناس مثله مع مشاركتهم فيه والحمدلله.
وليس ذلك بعجيب فإن كتب الرافضة تنضح بالتنقص والازدراء من شأن البيت الحرام والمشاعر المقدسة بل فيها وعيد الله للبيت في زعمهم أنه لو تكبر ورأى نفسه خيراً من كربلاء أن يرميه الله ذليلاً مهيناً في جهنم فكيف يراد منهم أن يعظموه أو يجلوه.
ومن أبشع الجرائم تجاه البيت الحرام ما قام به الحوثي الرافضي الباطني في هذا الأسبوع من استهداف البيت الحرام بصاروخ شديد التدمير ولكن الله حمى بيته وأهله، ودمّر تدبير الحوثي وأبطله كما هي سنته في كل ظالم فاجر يقصد البيت الحرام وأهله بسوء. وما ينتظر المعتدي عليه من العذاب في الآخرة إن لم يتب أشد مما يلاقي في الدنيا قال تعالى متوعداً من أراد بيته بسوء فضلاً عمن عزم وصمم وباشر التنفيذ {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}
فالشكر لله أولاً وأخيراً ثم الشكر لهذه الدولة المباركة التي سخرها الله لحماية الحرمين الشريفين من كل معتد أثيم وجزى الله جنود التوحيد والسنة خير الجزاء على جهادهم العظيم في صد عدوان أعداء الله ورسوله وأهل بيته وأعداء مكة والمشاعر وعلى حمايتهم لأمننا ومقدساتنا وحرماتنا.
اللهم عليك بكل من أراد بيتك بسوء اللهم العنه لعنا كبيرا ودمره تدميرا اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم اقذف الرعب في قلوبهم والوهن في رأيهم والخور في عزائمهم اللهم شتت شملهم وخالف كلمتهم واهزمهم شر هزيمه اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية واقصمهم كما قصمت سلفهم الخبيث أبرهة والقرامطة يا قوي يا عزيز.
اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم اغفر للمسلمين المسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

10 comments

  1. ام من الجزائر

    آمين يا حي يا قيوم

  2. العلواني سعيدي

    جزى الله خيرا الشيخ علي الحدادي

  3. بارك الله فيك شيخ علي ؛ هذه الخطبة هل تصلح لمن هم خارج بلاد الحرمين؟
    و هل تسمح بالتعديل في خطبك؟

  4. ملاحظة ( كما ينفي الكير وليس الكثير ) وجزاك الله خير الجزاء وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

  5. اللهم احفظ الحرمين الشريفين !

  6. وليد العكاري

    جزى الله الشيخ خيرا ورفع درجه
    وأخزى الله الروافض الأنجاس الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا يعظمون شعيرة

  7. علي بن يحيى الحدادي

    اثابكم الله وبارك فيكم . وتم تعديل الأخطاء والحمدلله.

  8. جزاك الله خيرا

  9. محب الخير.

    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

  10. أيمن أبوبكر

    بارك الله فيك شيخنا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *