العنوان : تحذير المسلم من الرضا بأعياد الكفار والمشركين ومشاركتهم فيها خطبة مكتوبة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد:
فإن من الأسس والأصول التي يقوم عليها دين التوحيد الولاء في الله والبراءة في الله وذلك بموالاة الله تعالى وأنبيائه ورسله وأوليائه من الموحدين والبراءة من الكفر والشرك وأهله وشعائره قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة : 4] وقال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22 [المجادلة : 22]
وفي حديث ابن عباس (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله) رواه الطبراني.
وكان الرجل يَقدَمُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم فما إن ينطقُ بالشهادتين ويدخلُ في الدين حتى تنقلبَ عداوته للرسول صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ولشعائر الإسلام إلى حب عظيم وولاء وثيق وتنقلبَ محبته لأهله وقرابته ودينه وشعائره الى بغض في الله وبراءة ومعاداة..
وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تأكيد هذه البراءة من الكفار والمشركين حتى كان يمنع من التشبه بهم فيما يختصون به من عاداتهم وألبستهم لأن التشبه في الظاهر يورث الميل والموافقة في الباطن، فقال صلى الله عليه وسلم “من تشبه بقوم فهو منهم” رواه أبو داود
وكان ﷺ يزجر عن مشاركة المشركين في شعائرهم وعباداتهم وأعيادهم أو التشبه بهم فيها لأن الأعياد من شعائر الأمم وقلّ أن يكون عيد لأمة إلا وله ارتباط بدينها وعقيدتها، فمن ذلك أنه قدم المدينة فوجدهم يحتفلون بيومين من أيامهم التي ألِفُوها في جاهليتهم وتوارثوها جيلاً بعد جيل فأبطلها صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يقتصر احتفالهم بعيد الفطر وعيد الأضحى قال أنس بن مالك رضي الله عنه ” قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ ” رواه أحمد وأبو داود.
وجاءه رجل فقال : إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟»، قَالُوا: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ ..» الحديث رواه أبو داود.
فدل على أنه لو كان في بُوانه _وهي مكان_ لو كان فيها عيد من أعياد الجاهلية لمنعه من النحر فيها لله حتى لا تقع منه المشاركة لهم في عيدهم.
وأثنى الله على عباده عباد الرحمن فقال (والذين لا يشهدون الزور) وقد فسر بعض السلف كمجاهد والضحاك وابن سيرين وغيرهم الزور بأعياد المشركين فأثنى عليهم باجتنابها كما أثنى عليهم باجتنابهم الشرك والقتل بغير حق واجتنابِهم الزنا.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: “من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم _ أي عيدهم _ وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة” رواه البيهقي.
و قَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ. رواه البيهقي أيضاً بإسناد صحيح.
فليحذر المسلم من مشاركة اليهود والنصارى والمشركين في أعيادهم الدينية أو الإهداء لهم فيها أو إعاناتهم عليها، أو تهنئتهم أو إظهار الفرح والسرور بها أو قبول هداياهم بمناسبتها، لأنها تشعر برضا المسلم بهذه الشعائر الباطلة المتعلقة باعتقاداتهم الكفرية.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن مما قرره أئمتنا في هذا الباب ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله _في جواب على سؤال أحدهم_ أنه ( لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهرَ الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطلَ الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية؛ لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة، ومن التعاون معهم على الباطل، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من تشبه بقوم فهو منهم » (2) والله سبحانه وتعالى يقول: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (3) وننصحك بالرجوع إلى كتاب [اقتضاء الصراط المستقيم] لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه مفيد جدا في هذا الباب. انتهى المقصود منه
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (أما التهنئة بالأعياد فهذه حرام بلا شك، وربما لا يسلم الإنسان من الكفر؛ لأن تهنئتهم بأعياد الكفر رضا بها، والرضا بالكفر كفر، ومن ذلك تهنئتهم بما يسمى بعيد الكرسمس، أو عيد الفِصْح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز إطلاقاً، حتى وإن كانوا يهنئونا بأعيادنا فإننا لا نهنئهم بأعيادهم، والفرق أنّ تهنئتهم إيانا بأعيادنا تهنئة بحق، وأن تهنئتنا إياهم بأعيادهم تهنئة بباطل) اهـ كلامه
فاتقوا الله عباد الله واحذروا اسباب سخطه وليس على المسلم من ضير إذا أسخط الناس برضا الله إنما الضرر كل الضرر أن يسخط الله برضا الناس.
معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير المبعوث رحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمن أوطاننا وأصلح سلطاننا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيده بتأييدك وانصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك. اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا. اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
نفع الله بكم الأمة
جزاكم الله خيرا
وفقكم الله
حزاكم الله خيرا
Alhamdulillahi on this
أين الصوتية بارك الله فيكم؟
جزاكم الله خير جزاء
جزاك الله خيرا