العنوان : النية الصالحة وحدها لا تكفي لصلاح العمل
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فيظن بعض الناس أنه اذا عمل عملا يريد به الخير فان عمله بذلك يكون صالحا ، ومن هنا وقع كثير من الناس في البدع والمحدثات.
بل لا يكون العمل صالحا مقبولا حتى يكون خالصا لله موافقا لهدي رسول الله ﷺ.
وقد نبه النبي ﷺ الى هذه القاعدة في مواطن كثيرة ومنها :
أن ابا بردة رضي الله عنه تعجل فذبح اضحيته قبل صلاة العيد لا يريد بهذا الاستعجال الا المبادرة الى الخير والمسارعة الى العمل الصالح كما قال “عرفت أن اليوم يوم أكل وشرب، وأحببت أن تكون شاتي أول ما يذبح في بيتي، فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة”
ولكن لما كان ذبحها في غير الوقت الشرعي لم تقبل منه على انها أضحية وقال له رسول الله ﷺ «شاتك شاة لحم» أي لا شاة أضحية.
وفِي ذلك يقول ابن حجر : “وفيه أن العمل وإن وافق نية حسنة لم يصح إلا إذا وقع على وفق الشرع”.
وما أحسن كلمة ابن مسعود لأصحاب الحِلَق الذين أحدثوا طريقة في الذكر لا دليل عليها إلا إرادة الخير فقال لهم (كم من مريد للخير لا يبلغه). اي لكونه لم يضم إلى حسن النية حسن الاتباع. والله أعلم.
د.علي بن يحيى الحدادي. ٤/ ٩ / ١٤٣٨ هـ