جديد الإعلانات :

العنوان : الحث على صوم عاشوراء

عدد الزيارات : 11646

إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

عباد الله، إنَّ من نعم الله على عباده أنِ اختصَّ بعضَ الأزمنة والأمكنة بمزيد عناية وفضل؛ ليزداد من اغتنمها ورعى حُرمتها إحسانًا، ويبوء من غَفَل عنها وأهملها خيبة ونقصانًا.

 ألا وإنَّ من تلك الأزمنة الفاضلة التي أنعم الله بها على أمة محمد صلى الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – شهرَ الله المحرم. هو أحد الأشهر الحُرُم التي نهانا فيها مولانا أن نظلم فيهنَّ أنفسنا؛ لأنَّها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها. قال تعالى{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } قال ابن عباس – رضي الله عنه اختص الله من ذلك أربعة أشهر فجعلهنَّ حرامًا، وعظَّم حرماتِهنَّ، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.

عباد الله: ومن فضائل شهر الله المحرَّم أنَّه يستحب الإكثار فيه من صيام النَّافلة؛ ففي الحديث عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم))؛ رواه مسلم.

 قال ابن رجب – رحمه الله -: “سمى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – هذا الشهر شهر الله المحرم، فاختصه بإضافته إلى الله، وإضافته إلى الله تدُلُّ على شرفه وفضله، ولما كان هذا الشهر مختصًا بإضافته إلى الله – تعالى – وكان الصيام من بين الأعمال مختصًا بإضافته إلى الله، ناسب أن يَختص هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إلى الله المختص به وهو الصوم”.

 عباد الله: ومما اختصَّ اللهُ به شهرَ المحرم يومُه العاشر وهو عاشوراء، الذي شرع لنا صومه ووعدنا على صيامه بما جاء في حديث عن أبي قتادة – رضي الله عنه – أنَّ رجلاً سأل النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن صيام عاشوراء، فقال: ((أحتسب على الله أنْ يكفر السنة التي قبله))؛ رواه مسلم.

 وعاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى ومن معه من المؤمنين وأغرق فرعون ومن معه من الكافرين، فنصومه شكراً لله على نعمته ونصومهً اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم وعملاً بسنته.

فصوموا عاشوراء وصوّموا فيه أبناءكم تعويداً لهم وتعلمياً وتأسياً بأُسر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  فعن الرُبيّع بنت معوذ قالت: “أرسل النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطرًا، فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم))، قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللُّعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطَّعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار”.

وكان الزهري يصومه حتى في السفر ويقول: رمضان له عدة من أيَّام أخر، وعاشوراء يفوت. عباد الله: إن من فضل الله علينا أنْ وهبنا بصيام يوم واحد تكفيرَ ذنوب سنة كاملة، وهذه الذنوب التي يكفرها صيام يوم عاشوراء هي الصغائر أما الكبائر فتكفر بالتوبة النصوح.

ومن أحب صيام عاشوراء صام قبله يوماً أي التاسع لحديث (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) يعني مع العاشر مخالفة لصيام اليهود لإنهم يفردون عاشوراء بالصوم.  وإن شاء صام بعده يوماً لأن المخالفة لليهود تتحقق بذلك أيضاً.  وحسب بيان المحكمة العليا فإن اليوم الجمعة هو تاسوعاء ، وغداً السبت عاشوراء فمن صام اليوم وغداً فقد أحسن، ومن صام غداً وبعد غد فقد أحسن، ومن اقتصر على صيام عاشوراء فقط فصومه صحيح والحمد لله على فضله وإحسانه. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..

الخطبة الثانية

 عبادَ الله: اتقوا الله تعالى واعلموا أنه لا يشرع في يوم عاشوراء عبادة غير استحباب صيامه، وما تفعله بعض الطوائف الضالة من إظهار الحزن والنياحة والبكاء على الحسين رضي الله عنه وأذية أجسادهم بالجرح وإسالة الدماء كل هذا من البدع والضلالة والسفاهة التي ليس عليها دليل من كتاب ولا سنة.

وكذلك ما ذكره بعض أهل العلم أن من الناس من يخالفهم بزعمه فيجعل يوم عاشوراء يوم عيد وفرح وسرور فكلا الأمرين منكر وبدعة محدثة. وإذا أخذ الناس البدع تركوا السنن..

فالزموا سنة نبيكم واقتفوا آثار سلفكم الصالح فبذلك تهتدوا وتسعدوا

جعلني الله واياكم من المتبعين وجنبني واياكم طرائق المبتدعين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين .

2 comments

  1. جُـزِيْتـم خَـيراً ..

  2. جزاكم الله خيرا شيخنا
    وبارك في علمكم وعملكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *