جديد الإعلانات :

العنوان : الحث على المبادرة إلى الحج، و على التزام أنظمة الدولة المتعلقة بالحج

عدد الزيارات : 4389

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنّ الله عز وجل منّ على عباده حيث شرع لهم الحج إلى بيته وفرضه عليهم في العمر مرة واحدة تخفيفا وتيسيراً ووعدهم على حجه إذا أتوا به على الوجه الذي يرضيه ثوابا عظيماً وأجراً كبيرا

قال تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران: 97]

وعن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا) رواه مسلم

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج) متفق عليه.

والعمرة كذلك واجبة على المسلم في العمر مرة واحدة على الصحيح فقد سألتْ  عائشة النبي صلى الله عليه وسلم هل على النساء جهاد؟ قال: (نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة) رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له وإذا وجبت العمرة على النساء فعلى الرجال من باب أولى.

فيجب على المسلم أن يحج ويعتمر مرة واحدة في عمرة وما زاد فهو تطوع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله ؟ فقال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم) رواه مسلم.

ومن توفرت فيه شروط وجوب الحج _ بأن يكون مسلماً مكلفاً حراً مستطيعاً _ فلا يجوز له تأخيره من غير عذر فإن الإنسان لا يدري ما يعرض له في مستقبله من مرض أو فقر، أو موت أو عجز، أو غير ذلك من الموانع قال صلى الله عليه وسلم (تعجلوا إلى الحج_يعني الفريضة_ فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) رواه أحمد.

وقد ورد الوعيد الشديد في حق من فرّط في الحج المفترض عليه مع القدرة قال تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }  لأن قوله تعالى (ومن كفر) هو تهديد ووعيد يتعلق بمن ضيع أمر الله في الحج وتوضيح ذلك أن من جحد وجوبه وفرضيته فهو كافر كفراً مخرجاً من الملة كما قال ابن عباس ” أَيْ وَمَنْ جَحَد فَرِيضَةَ الْحَجِّ فَقَدْ كَفَرَ، وَاللَّهُ غَنِيٌّ عَنْهُ”.

 وأما من ترك حج الفريضة تهاونا مع اعتقاده وجوب الحج فليس بكافر ولكنه على خطر عظيم, فقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال (من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه يهودياً مات أو نصرانياً) رواه الإسماعيلي وصحح إسناده الحافظ ابن كثير.

فبادر يا عبد الله إلى الحج المفترض عليك متى تهيأت لك أسبابه واحذر من التأخير والتسويف.

عباد الله:

لقد وعد الله حجاج بيته بالأجر الجزيل والمنافع الدينية والدنيوية قال تعالى (ليشهدوا منافع لهم) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) متفق عليه.

وعنه رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله قيل: ثم ماذا؟ قال الجهاد في سيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال حج مبرور) متفق عليه.

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه

وعن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله) رواه مسلم.

فهنيئاً لمن تيسر له الحج فبادر إليه وأداه على الوجه الذي شرع الله  وحفظ حجه عما يخل به من الأقوال والأفعال.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الدولة السعودية وفقها الله تقوم بجهود عظيمة في خدمة الحجاج والمعتمرين للمحافظة على حياتهم وأرواحهم، وتقديم أرقى الخدمات الممكنة لهم، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة، وعلى المواطن والمقيم والوافد أن يتعاون مع الدولة وفقها الله لتحقيق أهدافها النبيلة وغاياتها السامية وذلك بالالتزام بكافة الأنظمة التي وضعتها وتضعها لتنظيم أمر الحج، فلا تحج يا عبد الله بلا تصريح، ولا تتحايل على رجال الأمن فتدخل إلى مكة بطريقة غير صحيحة. ولا تقم بحمل الحجاج غير النظاميين إلى مكة، وإذا كنت صاحب حملة فلا تسجل عدداً فوق العدد المسموح لك به، ولا تُخلف ضيوف حملتك ما وعدتهم به في العقد من خدمات السكن والنقل والإعاشة، لأنك بذلك تعصي ربك وتعصي ولي أمرك، وتظلم نفسك وتظلم غيرك.

قال الله عز وجل{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}

ولأنك بذلك تساعد على تكدير صفو الحج وتساهم في زيادة العنت والمشقة على إخوانك من حجاج بيت الله.

ولأنك بذلك أيضاً تكون سبباً في توجيه التهم المتنوعة إلى حكومتنا الغالية وفقها الله وذلك أنها إذا أرجعت الحجاج المخالفين قال المغرضون إنها تصد الناس عن بيت الله، وإن حصل حادثٌ ما بسبب زيادة الأعداد عن الحد المسموح به قال المغرضون إن الدولة السعودية لم تقم بواجبها في خدمة ضيوف الرحمن.

فهل ترضى أن تعصي ربك وتعصي ولي أمرك وتظلم إخوانك حجاج بيت الله، وهل ترضى أن تكون عوناً لأعداء بلدك ووطنك بل وأعداء دينك وعقيدتك على اتهام دولتك ظلماً وعدواناً بنسبتها إلى التقصير والتهاون في الوقت الذي تبذل فيه الغالي والنفيس لتطوير المشاعر وخدمة الحجاج والزوار. لا أظن ناصحاً لنفسه _يريد لها الخير حقاً_ يرضى بذلك.

اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين اللهم وفق دولتنا الرشيدة لكل خير وأيدها وأعنها على خدمة دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم والحرمين الشريفين وقاصدِيْهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين.

اللهم وفق إمامنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى أزواجه وذريته وخلفائه الراشدين وعامة اصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *