العنوان : جهود ولاة الأمر في تأمين لقاح فيروس كورونا (خطبة مكتوبة)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على ما أنعم به وأولاه، أمنٌ في الأوطان، وعافيةٌ في الأبدان، وطيباتٌ تجبى إلينا من كل مكان، فبالشكر تدومُ النعم، وبالكفر تُرفعُ النعم، وتَنزِلُ النقم، قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ، وقال تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113) فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، اللهم اجعلنا لك من الذاكرين، ولنعمائك من الشاكرين.
عباد الله:
وإن من النعم المتجددة ما يسّره الله من اكتشاف اللقاحات النافعة لمرض كورونا مصداقاً لقوله ﷺ «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» رواه البخاري، ومصداقاً أيضاً لقوله ﷺ «إنَّ لكلِّ دَاء دَوَاءً، فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ بَرَأ بإذن الله» أخرجه مسلم، وفي ذلك من الحِكم أن الله يُرِي عبادَه في الابتلاء قوته وقدرته، كما يريهم في الدواء والشفاء لطفَه ورحمتَه.
ومن نعم الله علينا أن وفق ولاة أمرنا إلى توفير اللقاح وتقديمه بالمجان لكل مواطن ومقيم في هذه البلاد الطيبة المباركة، جعل الله ذلك في موازين حسناتهم ورفع به درجاتهم، إنه سميع مجيب الدعاء.
أيها الإخوة في الله:
إن بعض الناس مُوْلَعٌ بنشر الشائعات والأراجيف، وهي خصلة ذميمة قال ﷺ (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) رواه أبو داود، وعاب الله الذين يُشيعون الأخبار المتعلقة بالأمن والخوف، ولا يردونها إلى أولي الأمر فقال تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، ومن هذه الشائعات التي نسمعها اليوم التخويفُ من أخذ اللقاح وإنكارُ فائدته والحديث عن كثرة أضراره، دون برهانٍ ولا دليل، إلا قولُ قيلَ وقيلْ.
فَلْنَكِلْ الأمرَ إلى ولاة أمرنا، وإلى الجهة التي خوّلها -وهي وزارة الصحة- وقد أعلنت وصرّحت بسلامة اللقاح ونسبةِ أمانه العالية، فلنكن على ثقة وطمأنينة، لتثمرَ الجهودُ العظيمة وتنجحَ المساعي الكبيرةَ، التي تبذلها الدولة وفقها الله لتجاوز هذه الغمة. حفظنا الله وإياكم بحفظه وكلأ الجميع برعايته ولطفه. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله شهادة أدخرها ليوم الدين، صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وأجيبوا دعوة الله إذ دعاكم إلى جناته فقال جَلّ جلالُه: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} جعلني الله وإياكم من المتقين، ومن ورثة جنة النعيم، وغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، وانصر جنودك الموحدين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.